الثبات ـ اقتصاد
قال وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة سعد بن شريدة الكعبي إن بلاده، أحد أكبر مصدري الغاز الطبيعي في العالم، لا يمكنها تلبية جميع احتياجات الاتحاد الأوروبي من الغاز وحدها، في حالة حدوث نقص بسبب الأزمة بين روسيا وأوكرانيا.
وأعرب الوزير، في بيان صدر عنه، عن أمله في الوصول إلى ”حل دبلوماسي للتوترات في أوروبا، بحيث يمكن لجميع الموردين العمل معا لضمان أمن الطاقة على المديين القصير والطويل“، بحسب وكالة رويترز“.
وكشفت مصادر مطلعة أن قطر طالبت الاتحاد الأوروبي بضمان ألا تتم إعادة بيع أي إمدادات غاز طارئة للاتحاد خارج التكتل، وذلك إذا كان يريد من قطر ومنتجين رئيسيين آخرين للغاز أن يوفروا إمدادات طارئة في حال نشوب صراع بين روسيا وأوكرانيا.
وقال المصدر، وفقاً لـ“رويترز“، إن قطر طلبت التوصل إلى تسوية لتحقيق يجريه الاتحاد الأوروبي، بخصوص العقود القطرية طويلة الأمد للغاز، التي تقول المفوضية الأوروبية إنها ربما تمنع التدفق الحر للغاز إلى أوروبا وسوقها الموحدة للغاز.
وتمس مطالب قطر جوهر قواعد تحرير سوق الغاز الأوروبية، في حين يرى الاتحاد الأوروبي أن تجارة الغاز الحرة تماما ضرورية لأمن الطاقة.
لكن كبار المنتجين وبعض المستهلكين للغاز يرون أن الإصلاحات التي جرت في العقدين الماضيين كانت كثيرا ما تثير الاضطرابات وتقود لرفع الأسعار.
ويرى خبراء أنه مع ارتباط قطر بعقود طويلة الأمد مع زبائن كبار في كوريا الجنوبية واليابان والصين، فإنه ليس بإمكانها القيام بالكثير لاستبدال إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا الغربية.
وقد تقدّم قطر بعض المساعدة، بينما تسعى للحصول على موطىء قدم أكبر في أوروبا، وتسجيل نقاط دبلوماسية ثمينة، لتصبح الحليف الرئيسي لواشنطن في الخليج.
ويتهم الغرب موسكو بالتحضير لشن هجوم على أوكرانيا المجاورة، إذا تدخلت في هذا البلد.
وقالت واشنطن بصورة خاصة إن خط أنابيب الغاز ”نورد ستريم 2“ بين روسيا وألمانيا الذي أنجز، لكنه لم يبدأ تشغيله، لن يباشر العمل في حال التدخل العسكري الروسي.
غير أن الأمريكيين والأوروبيين يخشون أن يرد الكرملين بخفض إمدادات المحروقات لأوروبا، وهي إمدادات حيوية للعديد من البلدان.
ويستورد الاتحاد الأوروبي نحو 40% من احتياجاته على صعيد موارد الطاقة من روسيا.