تحطم المروحية العسكرية "الإسرائيلية" يكشف عن خلال لدى “الرقابة العسكرية” لجيش الإحتلال

الأربعاء 05 كانون الثاني , 2022 09:47 توقيت بيروت فـلـســطين

الثبات ـ فلسطين

أثارت حادثة سقوط مروحية عسكرية مقابل ساحل حيفا قبل يومين، موجة من الانتقادات في وسائل الإعلام العبرية، بعدما أقدم عدد من المسؤولين الإسرائيليين على الكشف عن بعض تفاصيل وملابسات الحادثة قبل أن يصدر الناطق العسكري بيانا حولها.

وكانت مروحية عسكرية تابعة لسلاح الجو الصهيوني قد اشتعلت في الجو وسقطت في البحر مما أدى لمقتل ضابطين برتبتي مقدم ورائد وإصابة ضابط ثالث برتبة نقيب بجراح متوسطة وما زال يتلقى العلاج في مستشفى “رمبام” في حيفا.

شائعات

بعد وقوع الحادثة سرت شائعات حول تحطم المروحية العسكرية واشتعلت منتديات التواصل الاجتماعية العبرية بالحديث عنها بتفاصيل صحيحة وغير صحيحة فيما كانت وسائل الإعلام الرسمية تلتزم الصمت في البداية قبل أن تنتقل للنشر بصورة مجتزأة في محاولة للالتفاف على الرقابة العسكرية، وبعد الكشف عن تحطم الطائرة ومقتل ملاحيها الاثنين وإصابة ثالث جددت وسائل الإعلام انتقاداتها لمؤسسة الرقيب العسكري وللناطق بلسان جيش الاحتلال ووجهت اتهامات لهما بالتقادم وعدم مواءمة وسائل عملهما لعصر الإعلام الرقمي.

 

وتساءلت الإذاعة العبرية العامة في هذا السياق كيف يمكن أن يبقى الرقيب العسكري يحظر نشر ما بات معروفا عند الجميع من خلال منتديات التواصل الاجتماعي؟ كما تساءلت لماذا لا تسمح الرقابة العسكرية بنشر المواد بالتدريج ولماذا لا يخرج الناطق العسكري ببيان أولي يتبعه بيانات أخرى تضع الإسرائيليين بالصورة الحقيقية لما حدث من خلال ما يمكن من معلومات ولو أساسية بدلا من الإبقاء على حالة عبثية وعقيمة فيما الإسرائيليون يعلمون بما جرى دون تفاصيل دقيقة بواسطة الوسائل الرقمية بينما تمنع وسائل الإعلام من ذلك.

 

تقادم عمل مؤسستي الناطق العسكري والرقابة العسكرية

وفيما انتشر الخبر على مواقع التواصل بقيت وسائل الإعلام العبرية في تغطياتها متلعثمة وتنشر تلميحات ومواد مجتزأة وهذا برأي كثير ممن وجهوا الانتقادات صورة غير منطقية وعقيمة وعبثية تتسبب ببلبلة وقلق زائد لدى جمهور الهدف. والأنكى من ذلك هو سماع عائلات الضحايا بحادثة سقوط مروحية دون معرفة إذا ما كان أبناؤهم هم من تورطوا بالحادثة حتى جاء التبليغ الرسمي في ساعة متأخرة ليلة أمس وهذا ما اعتبرته أوساط إسرائيلية استخفافا بالموت وبتضحيات العسكريين وقلة مسؤولية مريعة.

وقد روى والد الضابط القتيل من حيفا أنه وعائلته علموا بالحادثة بعد دقائق من وقوعها عبر منصات التواصل الاجتماعي وكشف في حديث للإذاعة العبرية العامة أن هناك عددا قليلا جدا يعلمون الكثير عن المروحية التي يقودها نجله مما أدخل العائلة بحالة ضغط شديد وكذلك بقية عائلات الملاحين الذين يقودون مثل هذه المروحيات المستخدمة عادة في سلاح البحرية للقيام بجولات تفقدية فوق السواحل.

 فقدان القوة

وبالإضافة إلى الفوضى في منتديات التواصل الاجتماعي الإسرائيلية، برز فقدان القدوة والاقتداء لدى المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين مما أجج الانتقادات، بعدما قام النائب رام بن براك رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست ونائب سابق للموساد بالقول من على منصة الكنيست وقبل السماح بالنشر إن مروحية قد تحطمت وإن كافة قادتها نجوا وهم بحالة جيدة ليتضح لاحقا أن اثنين قتلا وأصيب الثالث، ولم يتوقف بن براك عن الحديث إلا بعد مقاطعات وتوبيخات من نواب إسرائيليين دعوه للكف عن الحديث لأنه ينتهك تعليمات الرقابة العسكرية. 

الإصابة بصدمة نفسية

وبحسب متابعين يستدل من التغطيات الإسرائيلية لحادثة المروحية، أن جيش الإحتلال لا يكتفي بشهادة الضابط الجريح الناجي من التحطم خاصة أنه بحالة نفسية صعبة كما قال مدير مستشفى “رمبام” في حيفا الذي نقل عن الضابط قوله جملا قصيرة مفادها أنه نجح بالإفلات من داخل قمرة الطائرة وغاص أربع مرات رغم جراحه في محاولة لإنقاذ زميليه العالقين داخل المروحية الغارقة.

كما كشف أن القاعدة العسكرية التي تتبع لها المروحية تلقت مكالمة هاتفية قصيرة من الضابط الناجي من الحادثة يبلغ فيها عنها وهذه المكالمة هي تلميح إلى أن خللا تقنيا حصل وأسقط المروحية العسكرية ودفع الضابط المذكور للتبليغ بها، كما قال قائد سلاح الجو الإسرائيلي سابقا إيتان بن إلياهو للقناة العبرية 12 مرجحا أنه بسبب الظلام انصرفت أنظار الثلاثة عن الاقتراب الخطير من سطح البحر في محاولة لتصليح العطل التقني وتابع “لكن هذه مجرد تخمينات وتقديرات فالجيش يمضي ببناء لوحة معلوماتية وسيصل للحقيقة لاحقا خاصة بعد أن يتعافى الضابط الجريح الناجي من حادثة الارتطام بالبحر”.

 

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل