الثبات ـ اقتصاد

 تخلى زعماء دول الاتحاد الأوروبي في وقت متأخر أمس الأول عن جهودهم للتوصل إلى موقف مشترك من أجل حل مسألة ارتفاع أسعار الطاقة في أنحاء الاتحاد الأوروبي، وذلك بعد محادثات طويلة ومتقطعة.
وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال خلال مؤتمر صحافي عقده في بروكسل «أدركنا أن هناك آراء متباينة على الطاولة ولم نتمكن من التوصل لاتفاق بشأن النتائج المطروحة».
وارتفعت أسعار الطاقة – وخاصة الغاز الطبيعي- منذ بداية العام الجاري بشكل سريع.
وتأثر المستهلكون بالفعل، مما أدى إلى مخاوف بشأن تأثير التضخم على الانتعاش الاقتصادي لفترة ما بعد الجائحة داخل التكتل والمخاطرة برد فعل عكسي عنيف ضد سياسة المناخ داخل الاتحاد الأوروبي.
وضغطت مدريد وباريس بقوة لإعادة هيكلة سوق الطاقة داخل الاتحاد الأوروبي، لكن ألمانيا ودولاً أخرى قاومت ذلك. وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز قبل القمة «نحتاج لمراجعة هيكل أسعار الطاقة على المستوى الأوروبي».
ويُلقى باللائمة على نظام تداول الانبعاثات داخل الاتحاد الأوروبي. وبموجب هذا النظام يتعين على مزودي الطاقة الكهربية، على سبيل المثال، أن يدفعوا مقابل انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري مثل ثاني أوكسيد الكربون.
وتقول كل من المجر وبولندا أن الآلية تسببت في ارتفاع التكاليف. وقارن رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي قبل القمة بين التأثير على دخل الناس وتغير معدل ضريبة القـيمة المضـافة يومياً.
ولكن الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي ترفض هذا التحليل، وترى أن تحول التكتل إلى مصادر الطاقة المتجددة هو الحل.
ولا يزال الخلاف مستمراً منذ قمة الاتحاد الأوروبي الأخيرة في تشرين أول/أكتوبر الماضي.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر صحفي مشترك إن الاتحاد الأوروبي سيواصل مراقبة تطورات الأسعار في سوق الطاقة عن كثب ومناقشة القضية مرة أخرى.