الثبات ـ اقتصاد
تراجعت العملة الأفغانية، يوم الإثنين، إلى أدنى مستوى لها مقابل الدولار، إذ فقدت منذ الأسبوع الماضي 30 في المئة من قيمتها في خضم انهيار اقتصادي وأزمة إنسانية تشهدها البلاد.
وتعاني أفغانستان من نقص حاد في العملة الخضراء منذ أن تمّ الاستيلاء على نحو عشرة مليارات دولار من احتياطاته في الخارج، لا سيّما من قبل الولايات المتحدة، عقب تولي حركة «طالبان» السلطة في آب الماضي. وذلك، بالإضافة إلى تعليق الجهات المانحة الدولية مساعدات بالمليارات كانت توفّرها سنويا للنظام السابق الذي كانت تدعمه الولايات المتحدة،
وفي هذا السياق، أعلنت لجنة الصرافة النقدية في أفغانستان أنها حضّت المصرف المركزي على التدخّل في السوق لدعم العملة الأفغانية التي تراجعت الإثنين قيمتها إلى 130 أفغاني (العملة الأفغانية) مقابل الدولار الواحد، بعدما كانت الأسبوع الماضي عند 100 أفغاني مقابل كل دولار.
وقد بدأ تدهور العملة الأفغانية يتسارع الأسبوع الماضي على خلفية المخاوف من انهيار مصرف كبير.
وقال المتحدث باسم اللجنة، الحاج زيرق: «طلبنا منها (إدارة المصرف المركزي) أن تتدخل في السوق وان تضخ الدولار».
وكانت حكومة «طالبان» طالبت الدول الغربية بالإفراج عن أموالها المحتجزة مراراً، لا سيّما الولايات المتحدة، وكان آخر تلك المطالبات خلال المفاوضات الأخيرة التي جرت بين الحركة ووفدٍ أميركي في قطر.
وفرضت المصارف قيوداً صارمة على السحوبات النقدية للعملاء، مما أدى إلى اهتزاز الثقة بالنظام المالي. وسرّعت الأزمة النقدية وتيرة الانهيار الاقتصادي الذي أسفر عن تفاقم الأزمة الإنسانية.
ويعاني أكثر من نصف سكان أفغانستان البالغ عددهم الإجمالي 38 مليون نسمة من نقص حاد في المواد الغذائية، وفق الأمم المتحدة، ويجد الملايين منهم في فصل الشتاء أنفسهم أمام الاختيار بين الهجرة والمجاعة.