الثبات - إسلاميات
الله سبحانه وتعالى أعطانا العقل، وميزنا عن سائر المخلوقات، لنعبده شاكرين طائعين، ونستجيب لأوامره، وننتهي عن نواهيه، فائزين بجنة عرضها السماوات والأرض، أعدت للمتقين المصلين الصائمين المنفقين الباذلين، ومن طغى وعصى وظلم العباد، تجبر وتكبر وحسب نفسه فوق الجميع، وهم كثر في زماننا، سيصلون عذاباً أليماً، أعده الله لهم، وحذرهم منه، وقال اعملوا بالحسنا، فما ساتجابوا فوقعوا بالتهلكة، الحذر الحذر من الوقوع في المعاصي وارتكباها جهاراً عياناً تحدياً واستكباراً؛ لأن العذاب شديد أليم، وهذا ما أشار إليه سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه في تفسير قوله تعالى:
{إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالًا وَجَحِيمًا* وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا} سورة المزمل- الآية12 – 13: هو عذاب أليم, عندما يكبلون ويقيدون بالسلاسل السميكة والثقيلة ويقذفون في النار والعياذ بالله, وهذا مصير الذين الكفار, الذين يموتون على الكفر, والله بعلمه الأزلي علم كيفية موتهم فأخبرهم بمصيرهم هذا؛ ومنه قوله تعالى:{أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ} سورة البقرة-الآية 77، ويمضغون هذا الحميم وهم كارهون له, وسمي بالطعام هنا لأنه يمضغ عن طريق البلعوم, وهذا إن دل على شيء فإنه على النعم الكثيرة التي أعطاهم الله إياها ولم يشكروه عليها بل قابلوا ذلك بالكفر والعصيان فأبدل طعامهم من النعيم إلى الجحيم؛ ومنه قوله تعالى: {وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِهِ ۖ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا ۖ مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا} سورة الإسراء-الآية 97.