من ذاكرة التاريخ ... 65 عاماً على مجزرة كفر قاسم

الجمعة 29 تشرين الأول , 2021 02:52 توقيت بيروت من ذاكرة التاريخ

الثبات ـ من ذاكرة التاريخ

يحيي الفلسطينيون في كل عام ذكرى مجزرة قرية "كفر قاسم"، داخل أراض الـ48، والتي ارتكبها الجيش الصهيوني في الـ29 من تشرين أول/ أكتوبر عام 1956، وأسفرت عن استشهاد 49 مدنياً فلسطينياً، بحجة أنهم خرقوا حظراً للتجوّل.

كان من بين شهداء المجزرة، مسنون و23 طفلاً و13 امرأة، ولم يكن عدد سكان كفر قاسم آنذاك يتجاوز 2000 نسمة.

ورغم مرور عشرات السنين على مجزرة كفر قاسم فإن البلدة -وكذلك مدن وقرى الداخل الفلسطيني عامة- ما زالت تشهد سنويا بالتزامن مع ذكرى المجزرة فعاليات واسعة إحياءً لها، تبدأ عادة بالخروج في مسيرة شعبية انطلاقاً من مكان النصب التذكاري الذي أقيم في مكان حدوثها والمسمى "الفلماية"، وتنتهي بزيارة مقبرة الشهداء لقراءة الفاتحة على أرواحهم.

وينظم الفلسطينيون سنوياً في الذكرى مهرجانات سياسية وفنية وفعاليات تثقيفية تعرف بها، وأنشئ في البلدة عام 2006 متحف للتعريف بشهداء الواقعة.

ويقول المتخصصون في التاريخ الفلسطيني، إن مجزرة كفر قاسم نفذت ضمن خطة تهدف إلى ترحيل فلسطينيي منطقة "المثلث الحدودي" (بين فلسطين المحتلة عام 1948 والضفة المحتلة التي كانت آنذاك جزءا من الأردن) التي تقع فيها بلدة كفر قاسم، بواسطة ترهيب سكانها على غرار مذبحة دير ياسين ومجازر أخرى.

ويؤكد المتخصصون، أن مذبحة كفر قاسم ما هي إلا مجزرة ضمن مئات المجازر والجرائم التي ينفذها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته يومياً.

ورغم أن هذه المجازر -ونظائرها مما سبقها أو لحقها-  تقارب في بشاعتها مجزرة كفر قاسم أو تفوقها أثراً؛ فإن السياق السياسي الذي حدثت فيه الأخيرة أعطاها بعدا أكبر، وذلك لتزامنها مع أول أيام العدوان الثلاثي الذي شنته بريطانيا وفرنسا و"إسرائيل" على مصر، بعد أن أعلن الرئيس المصري جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس.

فقد استغلت قوات الاحتلال الصهيوني المسماة "حرس الحدود" انشغال العالم بحرب السويس لتنفيذ هذه المجزرة البشعة، وعند تنفيذها طوقت القوات "الإسرائيلية" البلدة من جهات ثلاث بينما أبقت الجهة الشرقية نحو الضفة الغربية مفتوحة، مما يعكس عزم الاحتلال على تهجير سكانها.

وبضغط من مساعي الأحزاب العربية في الكنيست الصهيوني لدفع حكومة الاحتلال للاعتراف بمسؤوليتها عن مذبحة كفر قاسم؛ قدّم الرئيس الصهيوني السابق شمعون بيريز -خلال زيارته لكفر قاسم عام 2007- اعتذاراً عن المجزرة.

وفي عام 2014 شارك خليفته الرئيس رؤوفين ريفلين في مراسم إحياء ذكرى ضحاياها، فكان بذلك أول رئيس صهيوني يشارك في مراسمها، وقد وصف ريفلين ما حدث بـ"الجريمة النكراء" التي تجب معالجة تداعياتها. إلا أنه لم يعتذر عنها.

ورغم كل هذه الوثائق الدامغة التي أكدت حدوث المجزرة بأيادي صهيونية وباعتراف من رؤوساء الكيان، يسعى النواب الصهانية دائماً إلى إسقاط مشروع إحياء المجزرة في الكنيست.

رغم كل المحاولات الصهيونية لمنع أهلنا في الداخل المحتل من إحياء التاريخ الفلسطيني، إلا أنهم مستمرون في نضالهم بأشكال مختلفة.

وتقع مذبحة كفر قاسم ضمن إطار الجرائم ضد الإنسانية، لأنها انصرفت إلى قتل المدنيين الفلسطينيين على "أسس عنصرية"، مما يستوجب تفعيل قواعد القانون الدولي ذات الشأن بالجرائم ضد الإنسانية وتقديم مجرمي الحرب أمام المحاكم الدولية والوطنية المختصة في هذا المجال.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل