الثبات - إسلاميات
الأمة لم ولن تزول، الأمة ستبقى إلى قيام الساعة، ولا يمكن أن نكون متشائمين إلى هذه الحدود البعيدة، الأمة مبعثرة ومتفرقة، وهي ليست بالمادة فقط، بل لها وجود معنوي، والوجود المعنوي أهم من الوجود المادي. نحن نعمل على تجسيد والتذكير محاولين تحريك هذه الأمة من خلال "حركة الأمة" داعين بذلك إلى نزع الشقاق بين أبناء البلد الواحد وتوحيد الصف وتصويب البوصلة باتجاه واحد، وعلنا نأخذ مثالاً من الواقع: مكعب السكر الذي يوضع في كوب شاي ساخن لا يمكن أن يذوب في الماء إلا من خلال التحريك، بذلك مطلوب منا أن نتحرك في هذه الأمة عسى الله تبارك وتعالى أن يعيد مجد هذه الأمة من جديد، وأن تستيقظ من سباتها الطويل.
نحن ضد المذهبية والطائفية وهذه التجزئة، نحن أمة مسلمة سواء كنا أحناف أو شافعية أو حنبلية أو مالكية أو اثنا عشرية أو زيدية أو إباضية، أما هذه التقسيمات فجاءتنا بعد احتلال أمريكا لأفغانستان والعراق، سواء أكانت تجزئات إسلامية أو تجزئات مسيحية.
إنّ أوروبا عملت منذ احتلالها للمنطقة على خريطة تجزئة حدودية ومذهبية وعشائرية في المسلمين وكذلك المسيحيين، ونحن ضد هذه الفكرة وضد هذه النزعة، ونعتبر أن الشعوب العربية والإسلامية أمة واحدة، سواء أكانت طائفية أو عرقية أو مذهبية مع رفضنا لهذه التسميات إلا أنّ الاحتلال زرعها بين أبناء الشعب الواحد، وعلينا أيضاً العمل على إزالة هذه التسميات وتوحيد الصف العربي والإسلامي في خط واحد لمواجهة العدو والاحتلال.
للأسف هناك من جالس شيخاً لأسابيع أو شهور معدودة ثم لبس عباءة وحط عمامة وسار يحدث ويفتي ويضع شخصيات ويرفع أخرى وهو لا يفقه شيئاً، وهناك من عمل على منصب حتى وصل إليه وهو لا يعرف من الشعر بحراً ووزناً، يفتون بحسب المقتضى وحجم الفلوس المدفوعة لهم، يتاجرون في الدين تجارة، ويتملقون حتى يبقوا على هذا الكرسي.
الأمة وحدها النبي صلى الله عليه وسلم وأزال الجاهلية القبلية، ثم عمل العدو على تمزيقها، ولكنها ستعود وتتوحد بإذن الله.