الثبات-إسلاميات
خصّ سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه النبي صلى الله عليه وسلم بكلمات خرجت من قبل عاشق هائم في حبه، مكثر الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، فقال في الثوابت النورانية:
مدح الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم، قال الله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ} سورة القلم-آية4، آية قصيرة في لفظها، عظيمة في معناها، كثيرة الدلالات، وفيها:
1- نون التوكيد
2- كاف الخطاب
وهنا نجد حصر الأمر بالنبي صلى الله عليه وسلم، على: للاستعلاء، وهي حرف جر إلا أن معناها جاء أكبر من كونها حرف جر.
والمعنى هنا أن النبي صلى الله عليه وسلم مسير الخُلِق وواضع قواعده وأصوله وفروعه، سُئلت السيدة عائشة عن خُلق النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: كان خلقه القرآن، ومدحه الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم في آيات عديدة منها قوله تعالى: {قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ} سورة المائدة-آية 16، النور: هو النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم، الكتاب: هو القرآن الكريم، وهنا نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم متلازمان.
خُلق عظيم وعلينا في هذه الأيام أن نتبع أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، ونسير عليها، ونحكم بمقتضاها، وبالتالي نوصل رسالة لكل من يتجرأ على النبي صلى الله عليه وسلم.
جاء النبي صلى الله عليه وسلم برسالة الرحمة والمحبة، دلائل تدلنا على الله سبحانه وتعالى وتحذرنا من عقابه، قال الله سبحانه وتعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} سورة الأنفال-الآية 28، تنبيه وتحذير عن فتنة الحياة الدنيا، والسير وراءها، كثير منا ينشغل بتجارته وثروته عن ذكر الله سبحانه وتعالى، لا صلاة ولا صيام ولا صلاة على خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم، إلى أن تأتي ساعة قبضه، يموت وهو عليه دين كبير لله سبحانه وتعالى الذي خلقه وصوره وأرسل له النبي صلى الله عليه وسلم ليدله على الخير ويحذره من الدنيا وأهوائها. المطلوب منا أن نعيش مع الآخرين، ولهم ومن أجلهم، من أجل الإنسانية، نشفق على الآخرين دون منّة، نتشبه بنبينا صلى الله عليه وسلم، جاء إلى المجتمع الفقير فعمل على إزالته، أزال العبودية، وأزال اضطهاد المرأة وأعطاها حقوقها، ساوى بين الأبيض والأسود، الغني والفقير، الطويل والقصير، القوي والضعيف، فرض الزكاة وسن الصدقة، وهذا كله من أجل الفقراء.
عندما ننظر إلى شوارعنا نجد كثيراً من الفقراء، وهذا يدل على أن الفرض والسنة منسيتان، فلا زكاة تأدى بشكلها الصحيح، ولا صدقة تدفع لرفع بلاء.
شمائل النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة لا تعد ولا تحصى، والاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم ابتهاجاً بهذه المناسبة الكريمة جائز ولا مشكلة فيه، وكل من قال بأنه بدعة أو ما شابه فهو غير صحيح وكلامه مردود عليه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل عن صيام يوم الإثنين فقال: ذاك يوم ولدت فيه.
فَرَشَ الوجُودُ عُيُونَهُ مُسْتَقْبِلا
أَلَقَ النُّبُوَّةِ حامِداً ومُهلِّلا
ومَضَى رَبِيعُ النُّورِ يَنْشُرُ مِسْكَهُ
ويَزُفُّ للدُّنيا النبيَّ المُرسلا
يتناقلُ المَلَكُوتُ بُشْرى المُصطفى
والرُّوحُ جِبرائيلُ والمَلأُ العُلى
وَمَقَامُ إبراهيمَ يَشْكُرُ رَبَّهُ
ومَنَاةُ والهُبَلُ الأَصَمُّ تزلزلا
وتنفَّسَ المستضعفون كأنَّهم
سُجَنَاءُ حُرِّرَ قَيْدُهُمْ إذ أقْبلَ
(الشعر منقول)