وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ... احذروها

الخميس 17 حزيران , 2021 05:59 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات

حذّر سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه في أحد دروسه "الثوابت النورانية" على قناة الثبات الفضائية من الانزلاق في الفتنة وسمومها، مبيناً:

قال الله تعالى: {مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ} سورة الأنعام-الآية38، وأشار النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنّ بين يدي الساعة فتنًا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، فكسروا قسيكم، وقطعوا أوتاركم، واضربوا سيوفكم الحجارة، فإن دخل على أحدكم، فليكن كخير ابني آدم)): فتن مظلمة، يصل ظلامها إلى حد أنّ بعض الناس لا يميزون فيها؛ فمنهم من ينغمس فيها، ومنهم من يديرها، ومنهم من يُحيكها، ومنهم من يجلس وينظر، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يَزَالُ العبدُ في فَسْحَةٍ من دِينِه ما لم يُصِبْ دَمًا حرامًا)).

ينبغي على المرء في أيام الفتن أن يكون حذراً ومنتبهاً كي لا يقع في شَركها، فتنة مال أو تركة أو جاه أو سلطان، وأما ما نعيشه اليوم فهو انزلاق نحو البركان الأعظم، فتنة تأخذ الأمة برمتها نحو المجهول الذي لا خروج منه إلا بالوعي والحكمة، الهدف من ذلك تمزيق هذه الأمة إلى طوائف ومذاهب كما مزقوها إلى دويلات صغيرة يسهل السيطرة عليها، تتحارب وتتناحر وتغزو بعضها بعضاً والعدو جالس يتفرج يمد هذا ويمد ذاك. الإسلام لم يدع إلى قتل الناس وتكفيرهم وقطع رؤوسهم والتمثيل بهم والتنكيل والتخريب والتهجير أبداً، قال الله تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} سورة المائدة-الآية32، لم يبح الإسلام وعلماؤه ذبح المخالف على أرضنا، سواء كان من أهل الكتاب أو من غير كتاب سابق كاليزيدية مثلاً، وما نشاهده اليوم على وسائل الإعلام شيء مخيف جداً ولا يبت للإسلام بصلة لا من قريب ولا من بعيد.

نحذر شبابنا من ترك أوطانهم والهجرة إلى أوروبا وغيرها من الدول الغربية، هذه أرضنا ولن نتركها للصوص يعيثون فيها خراباً، بلادنا بلاد رباط في وجه المحتل الصهيوني، وكل من يسيس له ويحذو حذوه، وإننا لنجد أنّ من أهم أهداف هذه المجموعات التكفيرية أن تفرغ المنطقة من ساكنيها، وهذا ما عمل عليه المستشرقون من قبل عندما قدموا إلى بلادنا وأحصوا ما فيها من خيرات. لقد عملت المخابرات الأمريكية على جعل نفسها المنقذ للشعوب العربية حاملة لواء حقوق الإنسان تتستر به، وهي من أسس الجماعات التكفيرية وأعطتها المال والعتاد، ودرّبتها ومهّدت الطريق أمامها لتصل إلى نفوذ كبير، ثمّ تأتي المسحة الأمريكية فتقطف ما زرعت داعش وغيرها.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل