الثبات - إسلاميات
الإنسان، كلمة مشتقة من الأنس؛ لأن الإنسان بطبيعته يؤنس به؛ لذلك خلق الله تبارك وتعالى لسيدنا آدم إنساناً يستأنس به.
وتتجلى إنسانية الإنسان في:
1- بره بوالديه: قال الله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} سورة الإسراء-الآية 23-24، واجب شرعي وتكليف إلهي يميز العبد الصالح المتقي الذي ينطلق من هذه إلى صفة الإنسانية؛ ليكون إنساناً حقاً يجب أن يكون باراً بوالديه.
2- تربيته لأبنائه التربية الحق: قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} سورة التحريم-الآية 6، بتربيتك الصالحة تقيم حر نار جنهم، تجعلهم على الصراط المستقيم من خلالك، اجعلك من نفسك قدوة لهم يقتدون بها، وإياك والسب واللعن والشتم أمامهم، وإياك أن تدربهم وتعلمهم على فعل المذموم أو النطق به؛ لأنك ستسأل أمام الله سبحانه وتعالى.
3- صلة الأرحام: قال الله تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} سورة محمد-الآية 22، باب من أبواب الفساد في الأرض قطع الأرحام، وصل بنا الحال إلى قطع أخواتنا وبيوتهن ومعاداة أزواجهن وأبنائهن، والعمل على إيذائهن، وبالأخص إن كانت فقيرة، لهذا ذهبت البركة وعم الغلاء وظهر الوباء وتفشى الفساد.
4- إماطة الأذى عن الجار: وَرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما زالَ يوصيني جبريلُ بالجارِ حتَّى ظنَنتُ أنَّهُ سيورِّثُهُ)، جارك الذي يكسن جوارك، تراه كل صباح ومساء حين تخرج إلى عملك وحين تعود، تشاركه أفراحه وأتراحه وهو كذلك، نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إيذائه بقوله: (واللَّه لا يؤمِنُ، واللَّه لا يؤمنُ، واللَّه لا يؤمنُ. قيلَ: ومن يا رسولَ اللَّه؟ قالَ: الَّذي لا يأمنُ جارُه بوائقَه).
5- حماية الأعراض من الشخص الموحش: وهذا شرع لنا في الإسلام، قال الله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} سورة الحج-الآية39، أنت كإنسان لك الحق في الدفاع عن أرضك وعرضك ومالك وولدك، الذين هم أغلى ما عندك في الوجود، وعندما تجد غازياً يغزو أرضك ليسلب منك خيراته حاربه واضربه بكل ما أوتيت من قوة، ولا نكاد أن نجد اليوم وحوشاً إلا في الصهيونية وما تمثل، وكل من يلف لفها فهو كذلك، يقتلون الأطفال الأبرياء ويشردون العائلات ويستبيحون الحرمات، كل هذا إرضاءً لوحشيتهم التي أخرجتهم من صفتهم الإنسانية. الإنسانية لا تحتاج إلى تلقين، وهي موجودة في نفس كل إنسان حر مؤمن، يضع مخافة الله نصب عينيه، ولا نكاد أن نحصي أو أن نعد صفاته، ذكرنا الأهم منها، والحمدلله رب العالمين.