مجزرة قتل أطفال عائلة المصري في غزة

الخميس 13 أيار , 2021 09:25 توقيت بيروت فـلـســطين

الثبات ـ فلسطين

اختطفت صواريخ طيران الاحتلال الإسرائيلي حياة أطفال من عائلة المصري في لحظة سريعة، بعدما استهدافهم أمام منزلهم الكائن في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، لتترك ألمًا كبيرًا ينزف في أفئدة وقلوب عائلاتهم الجريحة، جراء هذه المجزرة بحق "الإنسانية".

خبر مثل الصاعقة نقلته شقيقة الشهيدين مروان وإبراهيم المصري، إلى والدتها فور الاستهداف غير المبرر، لتبدأ الوالدة في بادئ الأمر بحيرة كبيرة، وتركت الشك يحول حول النبأ.

وهرعت الأم بشكل هستيري إلى مستشفى بيت حانون، وكانت اللحظة التي لا تتمناها لتتعرف على فلذة أكبدها الاثنين وهم عبارة جثث مشوهو الوجه ملقاه على السرير الطبي في غرفة العناية، لتبدأ بعدها رحلة معاناة مليئة بالحزن.

فقدت والدة الأطفال أعصابها كاملةً وانهارت بالبكاء الشديد لتطرح أرضًا داخل المستشفى، حيث أخذ المتواجدون برش الماء على وجهها وتخفيف آلام الفقدان، بكلمات وعبارات دينية، في محاولة لتثبيط جرحها العميق.

وبعد الاستهداف بدقائق، نشر رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطعًا مصورًا يظهر فيه بشاعة الاستهداف "الإسرائيلي" في اليوم الأول من العدوان على غزة، عصر الاثنين، الذي طالت عدد من أطفال عائلة المصري وهم ملقاه على الأرض، وسط دماء كبيرة في المكان.

"كانوا يلعبوا مع أولاد عمهم، فجأة قصفتهم طائرات الاحتلال بالصواريخ"، كما تقول والدة الطفلين وعيناها تذرف دموعًا.

وتضيف بصوتها النّحيب، "رأيت أولادي في المشفى ورأسهم متفجر"، وتابعت بكل صعوبة: "والله ما إلنا ذنب، هذول أطفال أبرياء". واحتسبت أولادها شهداء فداءً للقدس والأقصى وفلسطين، كما وطالبت بمحاسبة "قادة الاحتلال على جرائمهم بحق الانسانية".

وشيعت الجماهير في بيت حانون جثامين الأطفال إلى جانب شهداء آخرين ارتقوا بالقصف الصهيوني، في موكب كبير ليواري الثرى إلى مقبرة الشهداء، حيث بلغ شهداء عائلة المصري تسعة.

ووفق بيان الصحة، فإن أسماؤهم: أحمد محمد عطا الله المصري (18 عامًا)، إبراهيم يوسف عطا الله المصري ومروان يوسف عطا الله المصري، ويزن سلطان محمد عطا الله المصري (عامان)، ورهف عطا الله محمد المصري.

هذه الحادثة الأليمة تكررت مع عائلات أخرى في مناطق متفرقة من قطاع غزة، وبقصص إنسانية متنوعة، وذلك خلال العدوان "الإسرائيلي" المتصاعد والمستمر لليوم الرابع على التوالي، رغم تجريم القانون الدولي باعتداء المدنيين في أوقات السلم والحرب.

ويواصل جيش الاحتلال ارتكاب العديد من المجازر الممنهجة بحق المدنيين العزل في تصعيداته العسكرية والأمنية على غزة، تحت ذرائع واهية، وتتنوع تلك الاعتداءات من قتل أطفال ونساء وتدمير منازل مأهولة بالسكان.

وزارة الصحة بغزة، أفادت اليوم الخميس، في تمام الساعة 1:00 صباحا، بارتقاء 67 شهيدًا من بينهم 17 طفل و 6 سيدات ومسن واصابة 388 مواطن بجراح مختلفة منهم 115 طفل و50 سيدة، جراء العدوان "الإسرائيلي" على القطاع.

استهداف المدنين

وفي حادثة "إنسانية" مماثلة تحديدًا في شارع المغربي بحي الصبرة وسط مدينة غزة، ارتكب الاحتلال مجزرة  بحق أربعة مدنيين بينهم سيدة، وأصابت آخرين بجراح، في غارة جوية.

أحد أقارب السيدة، يقول وهو يصرخ بصوت عالٍ: إن "الاحتلال قصف المواطنين بدم بارد، لحظة ركوبهم سيارة مدنية، بعد الانتهاء من شراء أسماك الفسيخ"، حيث اعتاد الناس على أكلها في أول يوم من العيد، باعتبارها وجبة من المورث الثقافي الفلسطيني.

شاهد عيان، فسر ما حدث واعتبرها "جريمة متكاملة الأركان"، مشيرًا إلى أن "الطيران الحربي قصف المتواجدين  بصاروخ، أدى لاستشهادهم فورًا"، وصاح وهو ممسك "الفسيخ" قائلاً: إن "أسماك العيد سبغت بالدم".

وتتوالي القصص الإنسانية، إذ كانت العروسة هديل عرفة تنتظر على أحر من الجمر فرحتها بالزواج، وجهزت كامل جهازها الخاص بالعرس، المقرر بعد عيد الفطر مباشرة، إلا أن غارة "إسرائيلية" طمست فرحتها وأرتدها شهيدا.

ومن المفترض أن ترتدي عرفة بدلة العرس البيضاء بعد أيام؛ لكن صاروخ حربي باغت منزلها في وسط مدينة غزة، فجرًا، ليصيبها مباشرة ويجبرها على ارتداء الكفن الأبيض، بدلاً من بدلة الزفاف، وارتقى أيضًا عدد من أفراد عائلتها في القصف.

تعمد الاستهداف

من جهته، دانت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد)، وبشدة تعمد جيش الاحتلال استهداف وتدمير الابراج السكنية في غزة، الأمر الذي يفضح سلوكه في تعمد المساس بالمدنيين وممتلكاتهم المدنية، واعتبرته "تجاوز خطير لمبادئ وقواعد القانون الدولي الإنساني".

وترى الهيئة الدولية، في بيان لها، استهدافات الاحتلال للأبراج السكنية وتدميرها وقتل المدنيين، أنه "يعيد للذاكرة مشاهد مروعة لعمليات استهداف الأبراج السكنية وتدمر البنايات السكنية فوق رؤوس ساكنيها"، والتي نفذها الاحتلال كسياسية إبان العملية الحربية واسعة النطاق المنفذة في العام 2014.

وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف العدوان وحماية المدنيين كجزء أصيل من واجبه القانوني بموجب القانون الدولي

المعركة مستمرة

وفي بيان لها، أكدت الغرفة المشتركة، أن معركة "سيف القدس" مستمرة دفاعاً عن شعبنا ومقدساتنا، وقالت "وهي معركةٌ مقدسة مستمرة حتى يتراجع العدو عن عدوانه"، وتوعدت "مزيد من الرد على استمرار عدوان الاحتلال".

رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو، أعلن في مؤتمر صحفي، الاثنين، البدء بعمليه "حارس الأسوار" على غزة، داعياً المستوطنين إلى "الاستعداد لمعركة قد تستغرق وقتاً حتى استعادة الهدوء".

وأضاف نتنياهو أن "جيشه قام بضرب مئات الأهداف في غزة وأنه سيواصل ذلك"، ورفض اليوم، "قبول التهدئة ووقف إطلاق نار"، مؤكدًا على استمرار العدوان.

الليلة، اعترف الاعلام العبري، بسقوط عدة صواريخ أطلقت من قطاع غزة، على منازل المستوطنين مباشرةً وسط فلسطين المحتلة، وجاء رد المقاومة الفلسطينية نتيجة لاستمرار الاحتلال بقصف المنازل وأبراج سكنية ومفترقات ومنشآت اقتصادية، بالصواريخ الثقيلة.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل