الثبات ـ لبنان

تعليقا على التطورات على الساحة الفلسطينية أصدر تجمع العلماء المسلمين في لبنان البيان التالي:
ما حصل ليلة أمس على كامل التراب الفلسطيني من معارك بطولية خاضها الشعب الفلسطيني بأكمله ضد الطغيان والاحتلال الصهيوني فتح صفحة جديدة في تاريخ الصراع مع هذا العدو الغاشم، وأعلن عن بدء العد التنازلي لزوال الكيان الصهيوني. لقد أثبت الشعب الفلسطيني بالأمس أنه قادر؛ فيما لو توفرت له ظروف الدعم من أخوته العرب والمسلمين، أن يقوم لوحده بإرباك المنظومة الأمنية الهشة للكيان الصهيوني ما يسهل عملية التحرير الكامل لفلسطين. ما شهدناه بالأمس في اللد التي استطاع أهلها تحريرها من العدو الصهيوني ما أجبر المسؤولين الصهاينة فيها على مطالبة نتنياهو بأن يتدخل الجيش لإعادة الأمن إليها، هذا الأمن الذي فقده المستوطن هناك، وأعلن أنه يرفض العودة إذا لم تتوافر له الظروف الأمنية المناسبة، أثبتت أن هذا الكيان الهش غير قادر على حماية نفسه، وبالتالي فإن إرادة صلبة كإرادة الشعب الفلسطيني إذا ما توفرت لدى الأمة فإنها قادرة على تحرير فلسطين، كامل فلسطين، وبوقت قصير جداً.
لقد ألهبت صواريخ المقاومة ليل فلسطين وأدخلت الكيان بأكمله بفوضى كبرى وهذا ما أعاد الأمل إلى شعوب الأمة الإسلامية بأن خيانة الحكام لن تقدم ولن تؤخر وسيتحقق الوعد الإلهي بزوال الكيان الصهيوني قريباً.
إن القصف المدمر الذي مارسه العدو الصهيوني على قطاع غزة كان متوقعاً وهو ضريبة اعتاد أهل غزة على تقديمها في طريق الجهاد والمقاومة، ولن تؤثر في عزيمتهم وسيعيدون بناء ما تهدم إلا أنهم لن يتراجعوا عن إصرارهم على استعادة حقوقهم ولن يسمحوا للكيان الصهيوني بفرض عملية فصل عنصري بإخراج أهل الشيخ الجراح من بيوتهم أو من تقسيم المسجد الأقصى مكانياً وزمانياً أو من إعلان القدس كاملة عاصمة لكيانهم، وإذا ما كان لابد من نهاية لهذه المعركة فيجب أن لا تكون إلا بتثبيت قواعد جديدة للاشتباك تحمي بموجبها المقاومة أهل فلسطين على كامل التراب الفلسطيني وتمنع الكيان الصهيوني من فرض قوانين تؤدي إلى إزالة مبانٍ فلسطينية أو تهجير أهلها أو عدم السماح للمصلين في كامل فلسطين بارتياد المسجد الأقصى.
إننا في تجمع العلماء المسلمين أمام هذه الإنجازات الضخمة نعلن ما يلي:
أولاً: تحية إكبار وإجلال لشعب فلسطين ومقاومته الباسلة في كامل فلسطين خاصة في اللد والقدس وغزة على صمودهم البطولي وانجازاتهم الضخمة وندعوهم للتمسك بحقوقهم والمرابطة على ثغورهم حتى إجبار العدو الصهيوني على تنفيذ مطالبهم المحقة.
ثانياً: لم يرق موقف السلطة الفلسطينية ليكون قريبا من موقف الشعب الفلسطيني، وكنا نتوقع منها ما هو أكثر من الشجب والإدانة بأن تنزل عند إرادة الشعب وتلغي كل الاتفاقات مع العدو الصهيوني والسماح بعمليات داخل الضفة الغربية لإخراج المحتل الصهيوني منها فالفرصة متاحة.
ثالثاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين الموقف لاجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب والذي لم يكن بمستوى آمال الشعوب العربية، ونعتبره موقفاً متخاذلاً إذ كان يفترض منهم خاصة من دول التطبيع الخياني أن تعلن عن إيقاف التطبيع إذا ما استمر العدو الصهيوني بقصفه لغزة، واصداره لأحكام بإخراج الفلسطينيين من بيوتهم وأراضيهم، وعليهم أن يعرفوا أن شعوبهم ستحاسبهم يوماً ما على مواقفهم المتخاذلة والخيانية خاصة بعد تحرير فلسطين الذي بات قريباً بإذن الله تعالى.
رابعاً: ندعو دول محور المقاومة لإعلان التعبئة العامة والبقاء على جهوزية لمواجهة التطورات التي قد تستدعي تدخلاً منهم، ولعله سيكون الخطوة الأولى في عملية التحرير الكامل للتراب الفلسطيني بإذن الله سبحانه وتعالى.