وداع رمضان ... سلسلة خطب الشيخ المربي عبد الناصر جبري رضوان الله عليه

الأربعاء 12 أيار , 2021 02:51 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات

إنّ الحمد لله، نحمده تعالى ونشكره، ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد ألا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، بيده الخير وإليه المصير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وأشهد أنّ سيدنا وحبيبنا وقائدنا وقرة أعيننا محمداً رسول الله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله ومن سار على طريقه واتبع هداه إلى يوم الدين، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} سورة آل عمران-الآية 102.

أما بعد عباد الله: قال الله تبارك وتعالى بعد قول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} سورة البقرة-الآية 197، هاقد انتهى شهر رمضان المبارك، ونسأله سبحانه وتعالى أن يتقبل صيامنا وركعونا وسجودنا وقيامنا، وها نحن ندخل في أشهر الحج، شهر شوال ثمّ يليه شهر ذي القعدة ثمّ بعد ذلك ندخل بالعشر من ذي الحجة، وقد جعل الله تبارك وتعالى من الحج أشهراً لتستطيع الأمة تجهيز نفسها وتقصد بيت الله الحرام من كل حدب وصوب، يرددون بصوت واحد ولغة واحدة: (لبيك الله لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك)، معلنين تلبية واحدة لله تبارك وتعالى، لا لمنصب ولا لمكسب.

وعله لا يفوتني أن أوصيكم ونفسي بصيام الست من شوال، قال صلى الله عليه وسلم: ((مَن صام رمضان ثم أتبَعَه ستًّا من شوَّال، كان كصيام الدهر))، لذلك عندما ينتهي شهر رمضان نبقى على العهد، عهد كبح النفس وعدم اعطائها كل ما تريد، وهذا الكبح يكون بالصيام، والصيام يحمي الإنسان من السعي وراء الشهوات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ))، الصيام حصن المؤمن، يتحصن في طاعته من الذنوب والآثام، وهو سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، والواجب علينا أن نتمسك بهذه السنة الطيبة لكي نصل إلى دار الجنان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( يا أيها الناس؛ إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبداً، كتاب الله، وسنة نبيه))، الواجب علينا أن نتمسك بكتاب الله سبحانه وتعالى ونأخذ بتعاليمه وننتهي عند نواهيه، ونلتزم بسنة حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم، وعندما تركت هذه الأمة كتاب الله سبحانه وتعالى وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم سلط الله عليها عدواً من خارجها وسلط عليها عدواً من داخلها، عدو خارجي ينزل بنا وبغزة وبفلسطين شر ما ينزل إنسان بإنسان من عذاب وقتل ودمار وتهديم، إلا أنّ أهلنا في غزة قرروا أن يصبروا قائلين لا حول ولا قوة إلا بالله، متمسكين بالله ومفوضين أمرهم إليه ومقاومين رادين بذلك كيد العدو وكاسرين جبروته.

سلسلة خطب الشيخ المربي عبد الناصر جبري رضوان الله عليه


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل