الثبات ـ لبنان

 أكد رئيس مجلس الأمناء في تجمع العلماء المسلمين؛ سماحة الشيخ غازي حنينة، أن معركة البقاء في المدينة المقدسة ليست معركة بقاء للمقدسيين أو للفلسطينيين، إنما معركة بقاء لأمة تُمثّل لها هذه المدينة رمزاً دينياً وعقائدياً، ويُفترض أن تكون هذه المدينة هي البوصلة لهذه الأمة التي ما ضاعت وهانت إلا عندما هان عليها دينها وعقيدتها ومقدساتها، مشيراً إلى أنه حين يخرج من الأمة من يرفض الهوان، وقرر أن يواجهة الاستكبار والاستعلاء، تغيّرت الوقائع، وبدأ العدو يرجع خطوة إلى الخلف في كل مرة يفكر فيها في العدوان. 

كلام سماحته جاء خلال إلقاء محاضرة في مقر حركة الأمة الرئيسي ببيروت، بمناسبة يوم القدس العالمي، حيث دعا إلى قراءة ما يحدث اليوم في "الشيخ جراح" بشكل مختلف، وأن نقرأ الحيثيات بشكل صحيح، معتبراً أن هذا الحي لن يكون الأخير في عمليات السلب التي يقوم بها الاحتلال ومستوطنوه، لكن ما دار في هذا الحي على مدار الأيام الماضية يثبت أن أصحاب الأرض مازالوا متمترسين فوق أرضهم، وأن تشبثهم بمدينتهم المقدسه عقائدي. 

ولفت الشيخ حنينة إلى أن المقدسيين لا يريدون من أحد مدّهم بالعدة والعتاد، ولا يرجون من أحد أن يحرّك الأساطيل لنصرتهم، فالمقدسيون يريدون فقط من أشقائهم الذين خذلوهم على مدار السنوات الثلاث الأخيرة أن يعترفوا بخطيئتهم؛ حين تناسوا جراحهم وشهداءهم وجاءوا إلى القدس مطبّعين لا فاتحين، مهرولين خلف سراب يحسبونه ماء وهو رمال قاحلة، مؤكداً أن المعركة في النهاية ستُحسم خلال العقد الحالي لا أكثر، ومن يملك الحق هو من سيثبت.