الثبات-إسلاميات
القرآن الكريم: رسالة ربانية إلى بني البشر، موعظة لمن يتعظ، قانون ودستور، أنباء وأخبار، وفي كل هذا إعجاز لكل شاهد وحاضر، القارئ بتمعن يعرف ويثق بأنه ليس من كلام البشر، إلا أنّ المستكبرين المتجبرين أصروا على كفرهم وغلهم، وقالوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه ليس بنبي، وحاربوه وهاجموه وكادوا له كي يقتلوه فحفظه الله بحفظه ومده بنصره وجعله سيد بني البشر صلى الله عليه وسلم، ونحن في أيامنا لا نقرأ القرآن إلا قليلاً، وفي رمضان كله لا نقرأ إلا القليل منه أيضًا، وعندما نصاب بمصيبة أو ضيق أو بلاء نتساءل لماذا يجري بنا ما يجري؟ مع أنّ النبي صلى الله عليه وسلم وصفه بقوله: (( كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ ، هُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ ، هُوَ الَّذِي مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ ، وَمَنِ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ، فَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ، وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ، وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، وَهُوَ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ، وَلَا تَلْتَبِسُ بِهِ الْأَلْسِنَة، وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ ، وَلَا يَخْلَقُ عَنْ كَثْرَةِ الرَّدِّ، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ ، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ أَنْ قَالُوا {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا}، هُوَ الَّذِي مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ، وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ))، معان عظيمة لا نكاد نصل إلى شرح معناها، وهذا ما أشار إليه سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه في تفسير قوله تعالى:
{ وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ} سورة القلم-الآية ٥٢: أي أن هذا القرآن جاء للهدى، لتعلم من خلقك؟ ومن سواك؟ ومن أعطاك هذه النعم؟ ومن هذا النبي الذين تدّعون أنّه مجنون ما هو إلا هادٍ لكم، يخرجكم من الظلمات إلى النور.والله أعلم