الثبات - إسلاميات
جاء في درس سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه "الثوابت النورانية" على قناة الثبات الفضائية نصيحة تفتح لك ابواب الجنان وبالأخص في أيامنا هذه:
أزمة تضرب المنطقة العربية بشكل عام، والإسلامية بشكل خاص، حصار اقتصادي، وكله من أجل اليهود وسعادتهم، أمة كانت تعمل وتقتات من عمل يومها، وعندما لا يبق عمل أو يصبح الدخل عاجزاً على مقاربة الغلاء في الأسواق يصبح الأمر صعباً، وبعد شهور يصبح الجوع مستشر بين الناس، وهذا ما يجلب المرض، ويوسع دائرة السرقة والفلتان الأمني والخلقي، والكل باتجاه المال الذي يصنع لهم السعادة، ويحافظ على حياتهم، وبالرغم من هذا كله يبقى التاجر صاحب الكلمة الفصل؛ لأنه لا يتأثر ذلك التأثر الكبير، بل يستفيد في بعض الأحيان من أزمات الشعوب، يتلاعب بالأسعار كيفما شاء، في ظل حكم يعجز عن حل مشاكله الداخلية، هذا كله يفتح أبواب الجنان، هذه الأبواب التي تستقبل المتصدقين، الراكعين، الساجدين، المستغفرين، العارفين، المتقين، المستقيمين، السالكين منهاج النبوة، الذين يتفقدون أحوال العباد، ويصغون آذانهم باحثين عن صوت جائع يضعون في بابه ما يسد الرمق، بكل محبة دون كره أو مشقة أو منة؛ مستجيبين لحديث النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء في الصحيحين في السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله: ((رجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه))، في هذا الحديث المبارك دلالات كثيرة منها:
- الحض على فعل الخير بجميع أشكاله. *- عدم المن في الصدقات وما يحدث فيها من تحدث في المجالس وبين العامة، أعطيت فلاناً وتصدقت لفلان، قال الله تعالى: {وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ} سورة المدثر-الآية6، وقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا ۖ لَّا يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُوا ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} سورة البقرة-الآية 264.
- الصدقة تكون باتزان، فلا تعطي ببذخ لتعود وتسأل الناس بعدها، والإسلام قد بين ذلك، عَنْ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: ((جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُنِي - وَأَنَا بِمَكَّةَ - وَهُوَ يَكْرَهُ أَنْ يَمُوتَ بِالْأَرْضِ الَّتِي هَاجَرَ مِنْهَا. قَالَ: "يَرْحَمُ اللَّهُ ابْنَ عَفْرَاءَ". قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أُوصِي بِمَالِي كُلِّهِ؟ قَالَ: "لَا". قُلْتُ: فَالشَّطْرُ. قَالَ: "لَا". قُلْتُ: الثُّلُثُ. قَالَ: "فَالثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ؛ إِنَّكَ أَنْ تَدَعَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَدَعَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ فِي أَيْدِيهِمْ، وَإِنَّكَ مَهْمَا أَنْفَقْتَ مِنْ نَفَقَةٍ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ حَتَّى اللُّقْمَةُ الَّتِي تَرْفَعُهَا إِلَى فِي امْرَأَتِكَ، وَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَكَ فَيَنْتَفِعَ بِكَ نَاسٌ وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ"، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ يَوْمَئِذٍ إِلَّا ابْنَةٌ)).
- الصدقة تصحب بالمحبة، كلمة طيبة، وابتسامة جميلة تزيل كل الهموم والأثقال التي تتعب قلوب الفقراء وترهقها، وهذا الحب يكون في الله سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} سورة البقرة- الآية261.