تاريخ طويل في النضال الوطني الفلسطيني ... اليامون بلدة كنعانية فوق ست تلال

السبت 27 شباط , 2021 05:47 توقيت بيروت من ذاكرة التاريخ

الثبات ـ من ذاكرة التاريخ

 إلى الشمال الغربي من مدينة جنين، تقع بلدة كنعانية قهرت الامبراطورية البريطانية في فترة انتدابها على فلسطين، وخاضت معهم معركة استمرت ستة شهور، واحضنت المقاومين الفلسطينيين والعرب إنها بلدة اليامون.

تبعد اليامون عن مدينة جنين مسافة 9 كم، وهي مقامة على ست تلال، وتعتبر اليامون بمساحة أراضيها في المرتبة العاشرة من قرى مدينة جنين، حيث تبلغ مساحتها حوالي 21 ألف دونم وعدد سكانها حوالي 25 ألف نسمة، ويحيط بها بلدات السيلة الحارثية وكفر دان والعرقة وسهل مرج بن عامر الذي تطل عليه اليامون.

وعن أصل التسمية، يقول الباحث التاريخي محمد نواهضة، "اليامون بمعناها استراح واطمئن لأنه وجد فيها الراحة والطمأنينة، حيث تأخذ هواءها من البحر الأبيض المتوسط المقابل لها، ويمكنك رؤية جبل الشيخ من اليامون، أيضا يقابلها مرج بن عامر المفتوح حتى الأراضي المحتلة عام 48 مما يعطيك الراحة النفسية والطمأنينة، فلذلك سميت بهذا الاسم الكنعاني القديم".

أما الروايات الأخرى فذكرت أن سبب التسمية جاء منسوبا الى النبي بنيامين أخ النبي يوسف عليه السلام الذي ما زال مقامه حتى الآن والمتعارف عليه (مقام النبي يامين)، على اعتبار ان اسم اليامون هو تحريف لاسم يامين، حسب ما ذكر موقع "فلسطين في الذاكرة".

تاريخيا، سكن الكنعانيون والرومان والبيزنط اليامون، وتعاقبت عليها عدة حضارات أمثال الكلاسيكية والبرونزية وغيرها من الحضارات، وتدل المكتشفات الأثرية في اليامون على انها كانت من المستوطنات في العصر البرونزي، ولكن هذا لا ينفي امكانية ان موقع القرية قد استوطن في فترات زمنية سابقة لهذا العصر.

وبعد الفتح الاسلامي لفلسطين (13هـ/634)-(هـ17/638) اصبحت اليامون واحدة من القرى التابعة لجند الاردن، حيث نزل فيها فخذ من قبيلة جذام وانتشروا فيما بين اليامون وناحية عكا، وفي نفس الوقت الذي نزل فيه بنو عامر، المرج الفلسطيني الذي نسب إليهم (مرج بني عامر)، وهذا المرج المعروف تاريخيا بأنه الطريق للفاتحين والغازين على السواء، ومما يدل على اهمية هذا المرج وقوع عدد كبير من المعارك والحروب من ايام الفراعنة وحتى الفترة الحديثة والمعاصرة، كل ذلك دفع السكان للبحث عن مكان يضمن لهم الامن والاستقرار فاختاروا موقعا يبعد ما لا يقل عن 1.5 كم الى الجنوب من السهل مرج بن عامر، حسب ما يذكر موقع "فلسطين في الذاكرة".

ولليامون تاريخ طويل في النضال الوطني الفلسطيني، سواء في ثورة ال 36 او حرب ال 48 او ال 67 حسب ما يخبرنا نواهضة.

واليامون دعمت الثوار وكان قادة الثورة الفلسطينية يسكنون فيها كالشيخ عز الدين القسام والشيخ السعدي وهو من المزار والشيخ عطية والشيخ أبو درة، وكانت مسكناً وملجأً لزعامات الثورة الفلسطينية الكبرى في ثورة 36، وفي الانتفاضة الأولى والثانية اعتبرها المطاردون ملجأً لهم من الاحتلال".

ويضيف: "شارك أهل اليامون في ثورة ال 36 ودارت معركة اليامون الكبرى التي سجلها التاريخ كأكبر المعارك التاريخية التي حصلت في فلسطين ضد الاحتلال البريطاني وذلك بعد سقوط جنين في يد الاحتلال الإنجليزي أغار السكان على معسكرات الانجليز في جنين وتم قتل جميع أفراد الجيش البريطاني وسلب سلاحهم، فارتأت بريطانيا محاصرة اليامون واستمرت المعركة حوالي ستة شهور على مراحل، وآخر مرحلة استمرت ثلاثة أيام عبر تطويق البلدة من ثلاثة محاور، ودارت معارك شرسة في اليامون وباعتراف بريطانيا قتل فيها حوالي 71 جنديا واصابة 3 طائرات، واستشهد في المعركة الشيخ عطية في منطقة العباهرة، وكان احد اكبر زعماء ثورة ال 36".

وبحسب نواهضة، فإن اليامون استمرت في نضالها بعد انسحاب الانجليز ولم تتوقف، فشنت عدة حملات على الانجليز منها الهجوم على سجن عتليت وإخراج الاسرى منه، وفي حرب ال 48 أيضا شاركوا في التصدي للعصابات الصهيونية في معركة جنين، ومن ثم تم اخذهم الى المعركة التي تم فيها الدخول الى المناطق التي احتلت عام 48 وانسحبوا على مشارف حيفا بعد توقيع اتفاقية رودوس (ترسيم الحدود) تم انسحابهم مع الجيش العراقي، وفي عام 67 أعيد احتلالها وقدمت العديد من الشهداء من خلال العديد من العمليات المتنوعة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وما زالت مستمرة في ذلك.

ويقول رئيس بلدية اليامون نايف خمايسة، "بلدية اليامون تعمل منذ سنوات بجهود مكثفة لمعالجة احتياجات البنى التحتية الكثيرة، وبفضل الله انجزنا الكثير من المتطلبات التي تلامس احتياجات المواطنين الاساسية، لكن أمامنا مشوار طويل من العمل لأن اليامون تشهد حاليا مرحلة نمو سكاني واسع وتوسع عمراني كبير، وبالتالي لابد من مضاعفة الجهود لتلبية احتياجات البنى التحتية خاصة مع هذا التوسع الكبير".

ويتابع: "محور اهتمامنا في بلدية اليامون يتركز على البنى التحتية خاصة موضوع الشوارع الذي كان في فالفترات السابقة في تراكم، وحالياً مع وجود المخطط الهيكلي وحاجة المواطنين لفتح المزيد من الشوارع التي جاءت في المخطط الهيكلي زادت من حاجة المواطنين لأعمال تعبيد الطرق، فنعمل لتلبية رغبات المواطنين".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل