الثبات - إسلاميات
آداب الأخ مع إخوته في الإسلام
الإخوة ثمرات الوالدين، وهم أقرب الأرحام، وألصقهم بالنفس، وأحبهم إلى القلب، وهم الذين يقضي معهم الإنسان صدر حياته، أيام الطفولة والنماء، والبراءة والنقاء جنباً إلى جنب في البيت والمدرسة وعلى الطعام والشراب، وأثناء الليل والنهار.. لذلك أمر الله تعالى بالوفاء إليهم، وصلتهم، والإحسان إليهم، ونهى عن قطيعتهم والإساءة إليهم ونسيان عهد المودة والأولى، قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطعية، قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى، قال فذلك لك، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرؤوا إن شئتم".
قول الله تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ}.
وهذه جملة من الآداب الإسلامية الخاصة بمعاملة الإخوة والأخوات:
1- احترام الإخوة الكبار وتوقيرهم، والعطف على الصغار مع الرحمة والعناية والحنان، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقّر كبيرنا" رواه الترمذي.
2- معاملة الإخوة عموماً بالعطف والرقة واللين واللباقة والإحسان، قال عمر رضى الله عنه: إني أحب أن يكون الرجل في أهله كالصبي فإذا احتيج إليه كان رجلاً.
3- التزام حسن الخلق في معاشرة الإخوة، والتحلي بالتواضع وخفض الجناح والإيثار والخدمة والمحبة والتعاون وإنكار الذات، عن عائشة رضى الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي". رواه الترمذي.
4- الابتداء بالسلام عليهم عند الدخول عليهم، ومصافحتهم، والبشاشة في وجوهم، عن أبي ذرّ رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تحقرنّ من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق" رواه مسلم.
5- مراعاة شعور الإخوة بعدم الفرح أمام حزين، وعدم الأكل أمام صائم، وعدم الصخب أمام نائم.
6- محبة الخير لهم، والعمل على إيصاله إليهم، عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه". متفق عليه.
7- الشكر على معروفهم، بعد مكافأتهم عليه بأحسن منه.
8- الاهتمام بشؤونهم، والتعرف إلى أحوالهم، وتفقد حاجاتهم، والعمل على مساعدة من يستطيع مساعدته في حاجة أو دراسة أو مال.
9- بذل النصيحة لهم، ودعوتهم إلى الخير بالحكمة والموعظة الحسنة، وتذكيرهم بأداء فرائض الله بالترغيب والترهيب، قال تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا}.
10- الانتصار لهم إن كانوا على حق، والغيرة عليهم، والمحافظة على سمعتهم، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال رجل: يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوماً، أرأيت إن كان ظالماً فكيف أنصره؟ قال: تحجزه ـ أو تمنعه ـ من الظلم فإن ذلك نصره" رواه البخاري.
11- الاعتذار منهم عن الهفوات والزلات، والتغاضي عما يصدر منهم من هنات وسيئات، وقبول اعتذارهم وعدم معاتبتهم عليها على الدوام، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار؟ تحرم على كل قريب هيّن ليّن سهل" رواه الترمذي.
12- الإصلاح بين المتخاصمين منهم، وتجنب التقاطع والتدابر والتباغض والتحاسد وسوء الظن.
13- تجنب إيذاء أحد منهم باليد أو بالسب أو بالكلام أو بالمزاح غير المهذب.
14- تجنب الخصومات والمجادلات والخلافات.
15- تجنب التدخل في شؤونهم الخاصة، أو استخدام حوائجهم الشخصية دون إذن، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إيّاكم والظن، فإنّ الظنّ أكذب الحديث، ولا تحسّسوا، ولا تجسّسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا، كما أمركم، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى ههنا ـ ويشير إلى صدره ـ كل المسلم على المسلم حرام: دمه وعرضه وماله، إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم" رواه مسلم.
16- مراعاة الحشمة والأدب في الكلام واللباس، وخاصة عند اختلاف الجنس، وغضَ البصر عن النقائص والعورات.