الثبات-إسلاميات
تمضي الأيام والسنون، والإنسان في حالة تعايش، بينه وبين نفسه، وبينه وبين الآخرين، إلا أنه في هذا التعايش لا يستطيع أن يجعل أعماله صالحة خيرة، فقد يغفل في واحدة أو اثنتين، وهذا لا يعني أن هذا الإنسان عاص، بل على العكس تماماً، وذلك عندما يرجع عن خطئه ويصححه ويستغفر الله سبحانه وتعالى، أمّا إن أصر على ما فعل ولم يرجع عن ذنبه فهنا يكتب عاص، إلا أنّ الرجوع عن الخطأ لا يكون عند الموت، بل يكون قبل ذلك، يكون في صحتك ووعيك، وهذا ما أشار إليه سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه في تفسير قوله تعالى:
{لَّوْلَا أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ} سورة القلم-الآية ٤٩: وهنا جاءت التوبة والإنابة إلى الله سبحانه وتعالى, فقبل الله توبته, مع أنّ الله سبحانه وتعالى لا يقبل التوبة بعد نزول العذاب؛ ومنه قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ} سورة غافر-الآية ٨٤, ولو أنه أصر على مفعل لبقي في بطن الحوت حتى قيام الساعة, ثم ينبذ في العراء وهو مذموم, فتداركته رحمة الله سبحانه وتعالى.