الثبات - إسلاميات
الله سبحانه خلق الإنسان وأوجد فيه ميزة ألا وهي الصبر، وابتلاه على اختلاف الأشخاص والظروف، هناك من هو مبتلى بمرض بسيط غير مزمن يذهب مع الوقت، وهناك من هو مبتلى بمرض مزمن، وغيره وغيره في هذه الدنيا، الواجب علينا أن لا نكفر بالله سبحانه وتعالى لهذا السبب أو لغيره، بل علينا الصبر والدعاء إلى أن يأتي فرج الله سبحانه وتعالى وإن طال ذاك الصبر، وآفة مجتمعاتنا الآن السب والشتم واللعن للذات الإلاهية لمجرد أزمة بسيطة مرت بها إلا من رحم ربي، فالحذر الحذر من هذا الأمر، وعلينا بهذا الإقتداء بالرسل والأنبياء الذين ظلموا من قبل شعبوهم التي أرسلوا إليها فصبروا، وهذا ما أشار إليه سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه في تفسير قوله تعالى:
{فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَىٰ وَهُوَ مَكْظُومٌ} سورة القلم-الآية ٤٨: وهذا ما وقع به سيدنا يونس - عليه السلام – والذي لم يصبر على أذى قومه، بل فارقهم ليبتليه الله سبحانه وتعالى ببطن الحوت، ثم فزع بالدعاء إلى اللَّه تعالى؛ ليخلصه من بطنه، فالله سبحانه وتعالى يحث نبيه صلى الله عليه وسلم بالصبر مع قومك، وألا يكون كصاحب الحوت حيث لم يصبر مع قومه؛ فابتلي بما ذكر حتى احتاج إلى أن ينادى في الظلمات, قال الله سبحانه وتعالى على لسان نبيه: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} سورة الأنبياء-الآية ٨٧، وهنا اللائمة لم تصبه لأنه دعا ربه وهو ببطن الحوت، لا على العكس تماماً؛ لأن العبد واجب عليه الابتهال إلى الله سبحانه وتعالى إذا أصابه ضراء، إنما اللائمة جاءت عندما ترك قومه دون أن يأذن الله له بذلك.