أقلام الثبات
إفادة رسمية موثقة بالصوت والصورة في "الكونغرس الأميركي" وعلى وسائل الإعلام اعترف فيها مساعد وزير الخارجية الأمريكية (ديفيد هيل) أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس ،بأن الولايات المتحدة أنفقت في لبنان، عشرة مليارات دولار على “المؤسسات العسكرية ومنظمات المجتمع المدني” خلال السنوات الماضية.!
ان هذا الإعتراف الأميركي والذي لم ينفه المستفيدين منه والذي يحتمل ان يكون قائله كاذبا لتشويه الحراك الشعبي والمشاركين به ولتغطية سرقات مالية او فساد مالي في الخارجية الأميركية وفي هذه الحالة على منظمات المجتمع المدني الادعاء على المسؤول الأميركي والمطالبة بالتعويض عن الضرر المعنوي والمالي الذي أصابها او ان يكون المسؤول الأميركي "صادقا" ويملك الأدلة والمستندات التي تؤكد أقواله ومما يعني ان اغلبية مجموعات المجتمع المدني غير الحضري سياسيا هي مجموعات من "المرتزقة "وبيادق شطرنج أميركية على الساحة اللبنانية وتسلبهم قرارهم المستقل وتنفي عنهم هويتهم الوطنية وتلوثهم بصفتهم عملاء لتخريب بلدهم او صدقا تماما كجيش لحد والجواسيس وبالتالي يجب محاكمتهم بتهمة الخيانة العظمى لوطنهم وشعبهم!
ان ما قاله المسؤول الأميركي يمثل جريمة وارهابا دوليا بالتدخل عبر الحرب الناعمة والساخنة لتغيير الأنظمة السياسية في العالم وكذلك تغيير نتائج الإنتخابات النيابية والغاء اراء الناس واختيار من يمثلهم ومصادرة القرار الشعبي المستقل خلافا لشرعة حقوق الانسان والمواثيق والقوانين والعدالة الدولية في استمرارية لمنظومة "الكاوبوي" الأميركي وابادة الهنود الحمر في اميركا..!
ما يثير الإستغراب ان تصريحات المسؤول الأميركي لم تستدرج أي رد فعل رسمي او شعبي او قضائي لبناني على كل المستويات بما فيها القوى التي تطاردها وتحاصرها اميركا ..وان قامت بالرد فإن ردودها خجولة وضعيفة .ولا تتناسب مع حجم العدوان الأميركي على لبنان وشعبه وعلى القانون الدولي ..!
- الا يمكن اعتبار التصريحات الأميركية بمثابة "إخبار" لمباشرة التحقيق ومعرفة الجمعيات والأشخاص الذين قبضوا أموالا من اميركا ووجهة الصرف والهدف؟
- هل تعتبر الأموال الممنوحة هبات لا تخضع لضريبة الدخل وخصوصاً أنها للقيام بأعمال ماجورة وتستاجر افرادا للقيام بمهام قطع الطرقات وتخريب الممتلكات العامة والخاصة، وغيرها من الأعمال التخريبية وغير المشروعة من فيديوهات وتصاريح وتغريدات فتنوية ونشر اخبار ملفقة عبر الفضائيات ووسائل التواصل الإجتماعي ..
- ماهي الجمعيات التي استفادت وهل تحمل تراخيص قانونية ام انها تأخذ شرعيتها من السفارة الأميركية ..وهل تصرّح عن ميزانياتها وجمعياتها العمومية ؟
- هل تم التوزيع على كل مجموعات الحراك في كل المناطق ام تم اعتماد الصفة المذهبية او المناطقية او الحزبية ..وهل تم "بيع" التحركات الشعبية في المناطق للسفارة الأميركية دون معرفة اصحابها والناشطين مثال التحركات في الجنوب والبقاع مثلاً؟
لا بد من العمل قضائيا واعلاميا للتصدي للفجور والعدوان الأميركي على لبنان ..والعمل لتشكيل هيئة من المحامين والإعلاميين لمتابعة القضية قانونيا وشعبيا ولإثارة الموضوع في مجلس النواب، خصوصا في لجنة الإعلام والعدل وحقوق الإنسان ووزارة الخارجية لرفعها امام الهيئات الدولية ..حفظاً للسيادة والكرامة الوطنية والأمن السياسي والإجتماعي للشعب اللبناني.
الثورة او الحراك الشعبي الذي يعترف الأميركيون بتمويله ... هو حراك مشبوه وغير موثوق وأداة خارجية لتخريب الوطن وإضعافه وإسقاطه وتسليمه للمشاريع الخارجية التي يديرها الأميركي لمصلحته ومصلحة العدو الصهيوني ولا بد من فصله وعزله عن الحراك الوطني الحقيقي والأصيل والصادق حتى لا يستغل اوجاع الناس وجوعهم وفقرهم وبيعه للاستغلال السياسي للخارج دون إيجاد حلول سريعة ومستدامة تؤمن العيش الكريم للبنانيين الذين لا يزالون تحت الحصار والحرب التي بدأت منذ احتلال فلسطين ولم تنته بعد..