الثبات - إسلاميات
حُسْنُ الظَّنْ
طلحةَ بن عوف رضي الله عنه
روي أن زوجةَ طلحةَ بن عَبْدِ اللَّه بْن عوفَ قالت لزوجها: ما رأيتُ أحدًا قطّ أشدّ لؤمًا من أصحابِك،
قَالَ: مَهْ لا تقولي ذاكَ فيهِم، وما رأيتِ من لؤمهِم؟
قالت: إذا أيسرتَ لزمُوك، وإذا أعسرتَ جانبُوك!
قَال: ما زدتِ على أن وصفتِهم بمكارمِ الأخلاق
قالت: وما هذا منْ مكارمِ الأخلاق؟!
قَال: يأتونَنَا في حالِ القوةِ منّا عليهِم، ويفارقونَنَا في حالِ الضَّعْفِ منّا عليهم.
بمعنى أنهم يأتون إليه في حالة قدرته على القيام بواجب ضيافتهم ويفارقونه في حالة عدم قدرته على القيام بذلك خشية أن يقع في الإحراج، وهذا من حسن ظنه رضي الله عنه، لأن المسلم المؤمن مأمور أن يحسن الظن بإخوانه وأن لا يفسّر أفعالهم وأقوالهم حسب مزاجه أو فهمه القاصر، وفي ذلك يقول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لَا تَظُنَّنَّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنْ مُسْلِمٍ شَرًّا، وَأَنْتَ تَجِدُ لَهَا فِي الْخَيْرِ مَحْمَلًا.