خاتمة الصالحين .. لحظات الوداع

الخميس 10 أيلول , 2020 02:24 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات

 

خاتمة الصالحين .. لحظات الوداع

 

عندما نزل الموت بمعاذ بن جبل رضي الله عنه قال: مرحباً بالموت زائرٌ بعد غياب، وحبيبٌ جاء على فاقة، اللهم إني كنت أخافك، فأنا اليوم أرجوك، اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب الدنيا لجري الأنهار ولا لغرس الأشجار، ولكن لظمأ الهواجر، ومكابدة الساعات، ومزاحمة العلماء عند حِلَق الذكر.

ولما حضرت الوفاة حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: اللهم إنك تعلم لولا أني أرى هذا اليوم أول يوم من أيام الآخرة، وآخر يوم من أيام الدنيا، لم أتكلم بما أتكلم به، اللهمَّ إنَّك تعلم أني كنت أختار الفقر على الغنى، وأختار الذلة على العزة، وأختار الموت على الحياة، حبيب جاء على فاقة، لا أفلح من ندم. وسلمان الفارسي رضي الله عنه لما حضرته الوفاة قال لزوجته: افتحي هذه الأبواب فإني لي اليوم زوار، لا أدري من أي هذه الأبواب يدخلون وأمرها أن ترش بالطيب على فراشه وفي الغرفة ففعلت ثم عادت فوجدته قد لحق بربه.

ويحتضر عمر بن عبد العزيز رحمه الله ويأتيه الطبيب فيقول: أرى الرجل سُقِيَ السُّمَّ ولا آمنُ عليه الموت، فرفع عمر بصرَه إليه فقال: ولا تأمنُ الموت على من لم يُسقَ السم؟ قال الطبيب: وهل أحسستَ بذلك يا أمير المؤمنين، قال نعم، قد عرفت حين وقع في بطني، قال فتعالج يا أمير المؤمنين، فإني أخاف أن تذهب نفسُك، قال: ربي خير مذهوب إليه، ولما أحس بدُنُوِّ أجله قال أجلسوني، فأجلسوه، فقال: يارب! أنا الذي أمرتني فقصرت، ونهيتني فعصيت، ولكن لا إله إلا الله ثم أحدَّ النظر، وقال: إني لأرى حضرةً ما هم بإنس ولا جن وتلا قول الله تعالى: (تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) ثم قبض رحمه الله.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل