أقلام الثبات
أسئلة كثيرة يطرحها أهل بيروت حول الأحداث المتفرقة والمتفلتة من كل الضوابط، فتصيب الناس بأرواحهم وأملاكهم وأرزاقهم وأعصابهم تارة تحت عنوان مطالب اجتماعية، وطوراً تضامناً مع شيخ بدوي، وأحياناً تنافساً على زاروب أو حي، كحال تلك الاشتباكات المسلحة التي اندلعت مؤخراً في منطقة كاراج درويش في الطريق الجديدة، التي أكدت كيف يكون السلاح المتفلت، ومن يقف معه وخلفه في الصراع بين "إخوة ـ أعداء".
أسئلة تطرح، أمام الهيجان المتفلت في أكثر من منطقة بين فترة وأخرى، بحيث صار التساؤل مشروعاً ما إذا كانت الغاية اشغال الجيش بشكل دائم في بؤرة هنا، وقطع طريق هناك، والسيطرة على زاروب في مكان ما، مما يجعل تساؤل العميد مصطفى حمدان مشروعاً، حين أشار "إلى أن الفهود السود، والأفواج الخاصة السيارة، والقوة الضاربة وشرطة بيروت وخلية النحل التابعة لقوى الأمن الداخلي لا يمكنها أن تأخذ (شقلة) عن الجيش في شوارع الطريق الجديدة وتمنع ضرب ال (ب 7) والأسلحة المتوسطة والخفيفة وتعتقل المخربين لبيوت الناس وتهديد حياتهم بهذه الظروف الصعبة"، ليتفرغ الجيش إلى مهام وطنية كبرى، علماً أننا ما نزال نعيش في اسبوع معركة "فجر الجرود" التي اجهز فيها الجيش على الإرهاب التكفيري.
بأي حال، ثمة الكثير من الأسئلة التي تطرح عن ولادات مستمرة من أمثال العبسي، والأسير، والشيخ غصن، و"العائلات المدعومة" من هذا الأخ أو ذاك الأخ.
ببساطة، هل يتم الكشف عن من يدفع لجمعيات من هم ودب، ولمجموعات منظمة ومسلحة، تفلت من كل عقال في لحظة تنافس شرير، يدفع ثمنه الناس.
لم تعد تكفي بيانات الشجب والاستنكار ولا بيانات النكران، فهل سنرى في لحظة ما، أو في يوم ما، اعتقال ومحاكمة قطاع الطرق، وزعران الزواريب؟.
حمى الله بيروت