أقلام الثبات
في خضم التشتت العربي ,والاحقاد المتبادلة بين الدول العربية حطّت طائرة إسرائيليّة تحمل وفدًا أميركيًا إسرائيليًا، في مطار أبو ظبي وسط اهازيج الغرام المكبوث بين المضيف العاشق للاسرلة , والزائرين الصهاينة الذين يحققون ما كان احلاما قبل سنوات بان تطأ اقدامهم اراض عربية الا بجوازات مزورة لاهداف اغتيال مثلما حصل مع القائد الفلسطيني محمود المبحوح على ارض الامارات , او عبر حروب لم تلتئم جراح الشعوب العربية منها بعد.
لم يعد مهما ما تتضمنه المباحثات مادام "اتفاق إبراهام" قد القي على دولة الامارات التي خان شيوخها وصية والدهم الشيخ زايد , المؤسس الفعلي للدولة ,لصالح العناق مع عدو زايد ,وليكون الوفاء الخالص للاب غير البيولوجي ,الذي يغتصب ثروات العرب في الخليج , فيكون الاب الصهيوني دونالد ترامب هو المطاع , والابن الذي يمثل روح الصهيونبة وعصارة عنصريتها بنيامين نتنياهو هو المستبيح في المشاع المفتوح امامه حتى الثمالة.
لقد عبرت طائرة العال الاسرائيلية الاجواء الأردنية ,فالاجواء السعودية على الرحب والسعة بتجاوب لاهث من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان , الذي ينتظر إشارة العناق مع نتنياهو من ولي امره في الادارة الاميركية , بينما يسيل الدم اليمني غزيرا كل يوم , من التحالف الغبي الذي يقوده بن سلمان, وتغذية الفصائل الارهابية في البلاد العربية وغيرها ,ضد كل من يقف في وجه الأسرلة والصهينة في المنطقة , وسورية والعراق ولبنان امثلة ساطعة .
لقد شعرت الاسرة الحاكمة في السعودية بالمهانة لان البعض تجرأ وانتقد سماح السعودية بعبور طائرة إسرائيلية تقل وفدا إسرائيليا وأميركياً إلى الإمارات,وعلق الأمير السعودي عبد الرحمن بن مساعد بن عبد العزيزعلى ذلك موجها اتهامات لقطر و"إعلام ومرتزقة", وقال: سمح لطائرة إسرائيلية بعبور أجوائنا فانبرى إعلام ومرتزقة ذنب إسرائيل في المنطقة منذ انقلاب الابن على أبيه يشتمنا ويخوننا".. "هذا الذنب أو هذه الدولة هي الضامنة لأمن إسرائيل بإعطائها حماس مبالغ شهرية بأمر رئيس الموساد شريطة التهدئة.. يا للقرف".
لم يقل الامير السعودي ان مستشار الأمن القومي مائير بن شبات، رئيس الوفد الإسرائيلي،كان على متن الطائرة , وان كل همه صب الغضب على قطر بسبب الحقد العربي الذي لا شفاء منه اتجاه الاخوة , بينما العداوة مع عدو الامتين العربية والاسلامية سهلة الزوال بكلمة امر اميركي .
رغم كل الانبطاح الخليجي امام الاسرائيلي فان الاخير لم تتسرب لنفسه ذرة ثقة بمن يخون الاب والام والامة , فاختار ان تكون الطائرة الناقلة والعابرة لأجواء الحجاز ونجد مسلحة احدث تسليح ,و قال المتحدث باسم شركة "إل عال"، ستانلي موريس، إن الطائرة 737-900,تاتي عبرت الحدود الاردنية السعودية مجهزة بنظام دفاع صاروخي، وهي ميزة قياسية في هذه الأنواع من الطائرات وهي من متطلبات هذه الرحلة.
لا شك أن بن شبات وجه رسالة تحية وشكر لبن سلمان ممهورة بالتوق الى "السلام والازدهار", وفتح المنتجعات الاسرائيلية على الارض الفلسطينية امام ملوك وامراء وشيوخ الخليخ وفي المقدمة السعوديين , الذين يعرفون كيف يبذخون على الملذات الوفيرة لدى الغانيات في كيان الاحتلال .ليكون الفجور المشترك احد اعمدة الاقتصاد الاسرائيلي .وهو ما عكسه تصريح مستشار الأمن القومي مائير بن شبات، رئيس الوفد الإسرائيلي، إنه متحمس لهذه الرحلة، و"يتمثل هدفنا في إنجاز خطة عمل مشتركة تعنى بتعزيز العلاقات على نطاق واسع جدًا من المجالات منها السياحة، والطيران، والابتكار، والعلوم، والتكنولوجيا، والصحة، والاقتصاد وغيرها العديد من المواضيع الأخرى
لقد أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إن وفدا إماراتيًا سيزور إسرائيل قريبًا، في إطار المباحثات الرامية إلى إتمام اتفاق التحالف وتطبيع العلاقات بين الطرفين,و"سنستقبلهم بسجادة حمراء مثلما رحبوا هم بنا". .وقال "هناك العديد من الأمور لا أستطيع الكشف عنها، لكنها ستظهر إلى العلن قريبًا"، مشيرا إلى أنه "ألتقى بزعماء من العالم الإسلامي أكثر مما تظنون".
لم تكن الخيانة يوما ,قدرا ,بل مسار يتتلمذ فيه المرء , على ايدي معلم قذر مثلما حصل مع امراء الخليخ الذين تتلمذوا في المدارس الاميركية والبريطانية , ولما تسلموا المسؤوليات في بلادهم اسفروا عن وجوههم الكالحة , بضمائر ميتة تجاه شعوبهم وابناء جلدتهم .
ان فلسطين تتألم كل لحظة , من ذوي القربى , وشعبها يتحدى الموت من صواريخ الطائرات وقذائف الدبابات , ولم يجعله الحصار ينحني , فيما الممالك والامارات الخائفة لا تخفض عينيها لا خجلا ولا استحياء مما يرتكبون , بل يفتحون الاحداق بعجرفة الفاجرين واللصوص .ويواصلون ارتكاب الخطايا باسم سلام لن يكون ابدا , وسيوقعون اتفاقات في ظل تصاعد الجرائم الصهيونية التي تستهدف مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، وفي ظل تعزيز الاستيطان وسرقة الأرض تنفيذا لمخطط الضم والتهجير، وتشديد الحصار الظالم والتصعيد العسكري المستمر على قطاع غزة ".