نطقت المحكمة .. وانهارت بورصة تُجَّار الدمّ ـ أمين أبوراشد

الأربعاء 19 آب , 2020 10:14 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

بعد نُطق المحكمة الدولية بإدانة سليم عياش، أعلن الرئيس سعد الحريري أنه راضٍ عن قرارها، وأنها أثبتت مصداقيتها من خلال تبرئة ثلاثة من المتهمين وأدانت واحداً، وأن هذه المحكمة لا توجِّه إتهامات سياسية.
من حقنا هنا توجيه سؤال بالنظام الى الرئيس الحريري: إذا كانت كلفة هذه المحكمة "غير المُسيَّسة"، قد بلغت نحو مليار دولار على لبنان، فكم هي الكلفة التي دفعها الشعب اللبناني من خزينته واقتصاده وحياته نتيجة الإتهامات السياسية الدولية والإقليمية التي رافقت جلسات هذه المحكمة على مدى سنوات، أو تلك التي ساقها تيار المستقبل وحلفاؤه ضد سوريا وحزب الله، لتأتي المحكمة الدولية وتنسِف كل الأكاذيب والمهاترات التي يُبررها "رُماة الحرام" بعبارة الإتهام السياسي؟!
مع الخيبة التي اعتلت وجوه قليلة تواجدت قرب السان جورج أو الى جانب الضريح، والتي كان أصحابها ينتظرون "الجبل الذي تمخَّض" من لاهاي، يجدُر باللبنانيين المُطالِبين عن حُسن نيَّة بمحكمة دولية للتحقيق بإنفجار المرفأ، أن يتَّعظوا من تجربة معاناتنا مع التحقيق الدولي المهزلة، الذي دمَّر لبنان أكثر مما يفعله أي انفجار، منذ اغتيال الحريري وصولاً الى اغتيال بيروت.
أما وقد نطقت المحكمة الدولية وأصدرت حُكمها بعيداً عن "الدهشة" وتجمع غسيل خيبتها الذي نشرته على سطوح العالم، ما على الرئيس سعد الحريري، المعنيّ الأول من "أولياء الدمّ"، سوى تقييم جدوى الإستثمار بالحلقة السياسية التي حوله من تُجار الدمّ بعد أن انهارت بورصة كل الراقصين على الضريح منذ العام 2005، الذين رسموا مسيرتهم السياسية القذرة حتى بدماء والده.
تقييم جدوى الإستثمار بالسياسة، هو إجراء طبيعي لتثمير أي حُكم قضائي أو قضائي/ سياسي، وواقع الأرض هو المعيار الذي اعتمده سعد الحريري في مقاربة الأمور فور صدور الحكم، لأن أرض الإستثمار كانت واسعة بانتظار حُكم تبخَّر كما الحُلم، من واشنطن الى الرياض، ومن عكار الى طرابلس وبيروت والبقاع، لكن لا الأرض الدولية والإقليمية جاهزة لإفتعال الفتنة في لبنان، ولا الأرض الداخلية قابلة وقادرة أن تكون وقوداً للفتنة، حتى المناطق "الحريرية جداً" مثل طريق الجديدة التي خضعت لتقسيم الإرث بين سعد وبهاء، هذا الإرث المقسوم الذي بات يُفرمل شوارع "حريري أخوان"!
الرئيس سعد الحريري يقف الآن في المساحة الفاصلة بين الضريح والسراي، وساكن الضريح أنصفته المحكمة الدولية ولو بحُكم الوقائع المتواضعة، لكن السراي تنتظر فارساً، إن لم يكُن سعد الحريري فأي "جوكر" ينتدبه، والفرصة متاحة له الآن لبحث هذه المسألة دون شروط، لأنه ما بعد حُكم المحكمة الدولية ليس كما قبله، وهو مدعوُّ لأن ينعتق من فرقة الطبالين والدجالين من حوله، وأن يُحرِّر ذمَّته من الإتهامات السياسية سواء لسورية أو للمقاومة وحلفائها، وهي آخر فرصة لبقائه كقُطب في الحياة السياسية وإلَّا، أكثر من حسان دياب وبمواصفات حسان دياب ينتظرون دخول السراي... 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل