أقلام الثبات
بات واضحا ان لبنان يتعرض لمحاولة انقلاب سياسي هجين قاعدته ,الاستنجاد بالخارج الذي طالما يعاني منه لبنان منذ قيامه بعد الانتداب الفرنسي .
من باب ونوافذ المساعدات الدولية-"الانسانية", جراء كارثة انفجار مرفأ بيروت يجري التدقيق في القطب المخفية للمساعدات الدولية التي فتح بابها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون , مع شرط تغيير النظام في لبنان ,معلنا ذلك صراحة انه سيطرح ميثاقا للبنانيين , عليهم ان يتفقوا عليه , وهو سيعود مطلع ايلول ,ليعرف ما فعلت "الرعية", بطرحه الذي لم يعلن عنه شيئا , سوى اسقاط حكومة حسان دياب, بعبارات اشبه بأوامر لكنها طرية على السمع والنظر ,بان المساعدات لن تكون عبر السلطات وانما للشعب مباشرة .
وقبل ان يغادر ماكرون، التهب بعض الشارع اللبناني بادارة سياسية – اعلامية انكشف خبثها على الملاء, مع تحميل حكومة دياب موبقات الطبقة السياسية طوال 30 عاما , واحراق مبان في الوسط التجاري الذي لم يتمكن من لملمة حطامه جراء الانفجار المروع , وتحطيم ما نجا من الانفجار مع احتلال مقرات وزارية تلكأت القوى المولجة بحراستها في القيام بواجباتها , لا بل تركتها للرعاع الذي ادير بمفهوم عصاباتي تخريبي الى ابعد الحدود ,مع انفلات ابواق الاعلام المرتهن- الأرعن للمشروع الاصلي في تشويه صورة لبنان المقاوم , وسط شعارات تطالب بنزع اقوى سلاح حمى لبنان , وليس فقط ان تكون بيروت منزوعة السلاح , بل كل لبنان , رغم اليقين بانها "اضغاث احلام" , لن يروه يوما في الواقع , ورفع مجسمات لاستدراج فتنة , تمكنت حكمة قادة المقاومة من وأدها قبل ان تطير منها ولو شرارة واحدة .
لم يشهد لبنان "عهرا" سياسيا واعلاميا كالذي شهده مع المطالبة الوقحة بعودة الاستعمار , والقبول بمساعدات ولو كان مصدرها العدو الاول للبنان , الاوهو "اسرائيل" , وهذه واحدة من الاهداف التطويعية ل "الحشكة" الدولية الانسانية,المواكبة بحملات هدفها عودة, او إعادة المتسببين بكل ابتلاءات لبنان , الى السلطة , وكأنهم القدر الذي لا مفر منه، او استكمال احراق العاصمة , وكل لبنان بالفتن او بغيرها , على ان يكون ذلك برعاية دولية ,ابرز اهدافها السيطرة عبر القبعات الزرق على الموانئ البرية والبحرية وحتى الجوية وكذلك الحدود البرية مع سورية لتشديد الحصار على المقاومة , كخطوة واهمة بتشليح اللبنانيين من اعاد وصنع لهم الكرامة الوطنية .
لم يكن الضغط النفسي على وزراء حكومة دياب من الشارع المتحرك وفق الاجندة,الموقع عليها في غرف مظلمة ,هو المتسبب باستقالة بعض الوزراء , وانما هذا البعض تم اغراؤه بان مستقبله مضمون , فخان الامانة وهؤلاء قلة , وانما السبب الاساسي , كان دياب يضرب من بيت ابيه ,الذي التقت مصالح بعض هذا البيت مع مصالح ظرفية للتدخل الدولي , ومع المدافعين عن لصوص الجمهورية التاريخيين الذين لا يريدون للتحقيق الجنائي المالي ان يصل الى خواتيمه لان رقابهم وعصاباتهم , هي من ستعلق على اعواد المشانق .
ان القطب الخفية في المساعدات الدولية لم تعد خفية , بعد ان انكسرت الجرة الوطنية , وظهرت التموضعات الجديدة على حطام بيروت ودماء البؤساء وعاثري الحظ,وقد ظهرت العيوب والتواطؤ حفاظا على رقاب, ولو على حساب الوطن , حتى صح القول الشهير " اذا استطعت ان تقنع الذبابة بان الزهور افضل من القمامة , حينها تستطيع ان تقنع الخونة بان الوطن اغلى من المال .