نظرات في الإعجاز القرآني...{أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ}

الثلاثاء 11 آب , 2020 10:01 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات

كلنا يعرف أن لا عمل دون أجر، وليس من الممكن أن تأخذ أي شيء دون أن تدفع أجره، عندما تكون بحاجة لعملية جراحية مهمة وقد تؤدي بحايتك إن لم تعملها، تذهب وتجمع كل ما تقدر عليه من مال لكي تعملها، وممكن تستدين وتبيع كل ما لديك، فكيف برب العالمين؟! الله سبحانه وتعالى أعطاك كل شيء، وأرسل إليك النبيين والمرسلين ليعلموك ويربوك ويعيدوك إلى الفطرة السليمة، فماذا ترجو؟ أليس من الواجب عليك أن تعبده حقّ عبادته، وتتمسك بسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم؟! وهذا ما أشار إليه سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه في تفسير قوله تعالى:

{أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ} سورة القلم-٤٦: أنت يا رسول الله ماذا فعلت بهم؟, لماذا لم يسجدوا لله؟, لماذا لم يطيعوا رب العالمين؟, لماذا لم يلتفتوا لهذه الآيات البينات التي جئت بها؟, فهل خافوا منك يا رسول الله أن تسألهم مالاً؟؛ ومنه قوله تعالى على لسان أنبيائه: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ} سورة الشعراء-١٠٩, وقال أيضاً في موضع آخر: {قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} سورة سبأ-٤٧, فما الذي منعهم إذاً عن الاستجابة؟!, مع أنك قدمت لهم الآيات المحكمات المتشابهات, أم أنك طلبت منهم غرامة فأثقلت عليهم قيمتها؟, مع أنّ القاعدة الفقهية تقول " الغنم بالغرم ", لكن النبي صلى الله عليه وسلم تحمل كل شيء من أجل الإنسان ولم يطلب مقابل.ِ


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل