أقلام الثبات
يعيش لبنان بين انفجارين ..انفجار 2005 (اغتيال الرئيس الحريري) ...وانفجار2020.(انفجار او تفجير مرفأ بيروت)..وكلا الانفجارين يستهدفان (منظومة الدفاع الشعبي التي تحمي لبنان..ونتيجة العجز الاسرائيلي والداخلي والاميركي مع حلفائهم من العرب والتكفيريين ...يتم العمل للتدويل من بوابة لجان التحقيق لمحاصرة اهل الدفاع ...
لقد تحول انفجار او تفجير المرفأ..بوابة للهجوم الاميركي_ الاسرائيلي عبر كاسحة الغام فرنسية تتكئ على عجلات لبنانية بعضها بالأصالة وبعضها بالرضاعة وبعضها بالتبني حيث تهدف للبدء بالربيع اللبناني في الذكرى السنوية الرابع عشرة لانتصارات آب 2006 ومن منصة انقاض المرفأ المدمر بالتفجير المشبوه ومن شوارع الجميزة المميزة، يعلن الرئيس الفرنسي ماكرون اطلاق عقد سياسي جديد في لبنان من منطلق ابوته ورعايته المفروضة من قبله لمصادرة قرار اللبنانيين في تقرير مصيرهم ليستغل الذكرى المئوية لتاسيس الكيان اللبناني برعاية فرنسية عام 1920 وليعيد التاكيد ان فرنسا لا زالت في لبنان وهي تعود بتكليف اميركي وعربي واسرائيلي لوضع يدها سياسيا وأمنيا على لبنان من بوابة أكياس الطحين وحبات البانادول واكياس المصل للجرحى!!
ولا بد من طرح بعض الاسئلة الواجبة لتبيان حقائق الامور حتى لا يتم اعطاءنا السم بجرعات الأدوية والمساعدات الانسانية الظاهرية ؟
ما هي الصفة التي يحملها الرئيس ماكرون ليطلق صفارة العقد السياسي الجديد للبنان دون استشارة احد ؟
ماعلاقة انفجار او تفجير مرفأ بيروت بالنظام والتركيبة السياسية للبنان؟
ما علاقة الرقابة على الحدود اللبنانية -السورية بتفجير او انفجار المرفأ؟
من اللافت انه خلال اقل من 48 ساعة على الانفجار او التفجير تسارعت الاحداث بشكل يوحي بوجود مسبق للخطة المرسومة والهجوم السياسي والقانوني المبرمج سابقا قبل الانفجار او التفجير والذي يبدو انه سيتدحرج بشكل سريع على المستويين الداخلي والخارجي لحصار المدافعين عن لبنان والاطباق عليهم كما تم في المحاولتين الاول عام 2005 والثانية عام 2006 حيث رأينا تسلسلا دراماتيكيا وخبيثا وهجوميا وفق الآتي:
- الاتفاق على التصريح الموحد لبقايا 14 اذار(مجموعة 4 آب الجديدة) بوجوب تشكيل لجنة تحقيق دولية حيث اذاع التصريح بنفس الصيغة كل من جعجع وجنبلاط ورؤساء الوزراء السابقين وبعض الاعلام التابع لهم.
- وصول الرئيس الفرنسي (المنهك داخليا والذي يقمع السترات الصفر) لاعلان وجوب قيام عقد سياسي جديد وانه سيعود ثانية باقل من شهر لمتابعة الموضوع.
- تحريك المجموعة العربية للطلب من مجلس الأمن مناقشة انفجار او تفجير بيروت!؟.
- تأجيل اعلان قرار المحكمة الدولية بقضية اغتيال الرئيس الحريري لعدم امكانية استثماره داخليا في هذه الظروف بسبب سيطرة اثار واخبار انفجار او تفجير المرفأ على المشهد السياسي العام .
- بدء لعبة الاستقالات من مجلس النواب والحكومة والسلك الدبلوماسي في إعادة حرفية لما جرى في سوريا لاسقاط النظام وتفكيكه مضافا اليها الانشقاقات عن الجيش العربي السوري .
- تحميل المدافعين عن لبنان مسؤولية الانفجار دون دليل او وجه حق ورمي المسؤولية على الآخرين بينما يتحمل حلفاء اميركا في السلطة المسؤولية الكاملة منذ العام 2014!
-تكرار الهجوم على الرئيس عون كما حصل مع الرئيس لحود في العام 2005.
ان الربيع الاميركي_الاسرائيلي في لبنان بدأ على عجلات لبنانية بقيادة فرنسية وتمويل عربي لان اسقاط لبنان باليد الاميركية سيسهل عملية اسقاط سوريا والعراق وايران واليمن ...
من يمسك لبنان يمسك بالمنطقة ولذا فان الصراع سيكون ساخنا وشديدا وناريا وصعبا وستكون ذروته من الآن حتى موعد الانتخابات الاميركية ..التي يراهن ترامب على ورقة لبنان بعدما فشل في الاوراق الايرانية والسورية واليمنية والعراقية الى حد ما ..فلذا يبحث عن نصر جزئي يهديه للعدو الاسرائيلي لكسب الانتخابات الاميركية المقبلة ...
ان لم ينجح الاميركيون عبر الآلية الفرنسية يمكن ان يتوجهوا للحرب كبديل او حل اخير بعد انهاك الجبهة الداخلية للبنان ....
مع ذلك لن ينتصروا ....وسيهزمون...