أقلام الثبات
ونحن على أبواب بدء العام الخامس عشر للانتصار العظيم عير المسبوق ليس في تاريخ الصراع العربي ـ الصهيوني وحسب، إنما منذ سقوط غرناطة في الاندلس عام 1492م، بعد 781عاماً، من الحكم الإسلامي منذ أن افتتحها طارق بن زياد عام 781م، يبدو أن على الذين "أضاءوا القمر" واعني المقاومين البواسل أن يبقوا على أهبة الاستعداد لمواجهة التحديات التي تقودها الولايات المتحدة مع ادواتها الاعراب وبعض الداخل الذي يرتوي بحليب سفيرة أو موظف في الخارجية الأميركية، أو متحدث باسم العدو.
وكما يبدو، فإن التحضيرات المعادية ذات حلقات متعددة منها:
- ايعاز واشنطن للمحكمة الدولية لتصدر احكامها باتهام المقاومة، بعد أن تعددت اشكال اتهامات هذه المحكمة من سورية إلى الضباط الأربعة، وقبلها تفجير تحت الأرض، والمجاري الصحية وهلم جرا.
- محاولة واشنطن الضغط على مجلس الأمن لتعديل مهام اليونيفيل.
- تسعير حملة العداء الرخيص ضد المقاومة على المستوى الداخلي وتحميلها وزر الأزمة الاقتصادية والمالية التي يئن اللبنانيون من وطأتها، وليس تلك الطبقة السياسية التي ثنا وبت على الحكم وماتزال منذ أكثر من 30 عاماً وأكلت الأخضر واليابس والصخر والحجر.
- العودة إلى نغمة الحياد التي رفضها اللبنانيون على مدى عقود لأنها لا تفيد البلد ولا أهله، والذين يتحدثون عن الحياد اليوم كأنهم لا يعرفون ولا يفقهون تاريخ البلد سواء يوم كان إمارات صغيرة أو مقاطعجيات، أو حين صار عام 1841 "قائمقاميتين" أو متصرفية" عام 1864.. وحتى إعلان الجنرال غورو من قصر الصنوير في الفاتح من أيلول عام 1920 "دولة لبنان الكبير".
ومع الأسف، فإن معاناة اللبنانيين اليوم يسهم بها بعض ممن يجب أن يدافع عن حق الناس في الحياة الكريمة، فلا يجد الحل إلَّا على حساب الموظف والأجير والمستخدم، ويبدو أن مأساتنا في لبنان تتجسد بكل من يتولى مسؤولية من جمعية خيرية إلى نقابة إلى كل السلطات، الكل يجد حل مشكلته وأزمته عل حساب الإنسان في بلد بدأت حضارته منذ آلاف السنين، صدفة من "بوز" كلب، وذلك حين هال ملكة صور التي كانت تتنزه على الشاطئ وكلبها يسرح ويمرح أمامها، فعاد إليها، و"بوزه" عليه اللون الارجواني، فخافت عليه من يكون قد أصابه مكروه وربما "ولولت" وصرخت، فهربت إليها حاشيتها ومرافقوها، وسرعان ما هدأ روعها، حين اكتشفوا أن هذا اللون من صدفة "الموركس"، فكان ذلك الفتح، لأن يغزو "اجدادنا" الفينقيون شواطئ العالم بالاكتشاف الثمين.
فهل يعقل أن نقابة السوافين لم تجد حلاً لأزماتها إلّا على حساب المواطن البسيط، فلبي وزير النقل طلبها ورفع أجرة السرفيس والفان، ووزير الاقتصاد رفع سعر ربط الخبز إلى الفي ليرة كما خفض من وزنها، فكان أكثر استجابة لأصحاب الأتزان من انفسهم، ووزير الطاقة يستمر بوعوده بمزيد من النور فلا نرى إلَّا العتمة.
ثم هل يعقل أن الدولة بوزاراتها واجهزتها، لم تستطع أن تضبط سوق المال الأسود، واللعب بسعر النقد ونهب الناس، من قبل مافيات سوداء.
وهل يعقل أن الدولة عاجزة عن فضح مافيات النفط والتلاعب بالاسعار... واللائحة تطول.
عجيب أمر هذا اللبناني من سلطته إلى قواه السياسية إلى عامة الناس، ربما بمآثره فاق شعوب الدنيا، فعلى ضفاف نهر الكلب، يوجد صخور منحوت عليها أحداث مرت بين الألفية الثانية ما قبل الميلاد حتى القرن العشرين، كما يوجد ساعة شمسية وتمثال مهدم لكلب مجهول.
وتشمل النقوش مسلات مكتوبة بالهيرغليفية من الفراعنة المصريين، ولوحات مسمارية من عصر الأشوريين والبابليين ومنهم أسرحدون، ونبوخذ نصر الثاني ونقوش بابلية وكتابات عربية من السلطان المملوكي برقوق، ونصب تذكاري يعود إلى نابليون الثالث حين دخوله إلى لبنان عام 1860 وأخرى عن استقلال لبنان سنة1943.
وبهذا ففي معنى من المعاني، يشكل ذلك وثيقة أننا كنا وربما ما زلنا رصيفاً لكل الأمم من رعمسيس الثاني حتى أن هناك من اراد أن يذكرنا أيضاً برستم غزالي، ولكن البعض لا يتذكر أن التلمود يقول: "افتح ابوابك فتأكل النار ارزك".