أقلام الثبات
منذ أربعة عشر عاما انتصر اهل المقاومة والحق على التوحش الإسرائيلي المعولَم بعد 33 يوما من القتل والتدمير الوحشي الصهيوني للبنان واللبنانيين وتمرّغ الصهاينة وحلفائهم بالهزيمة للمرة الثانية بعد هزيمة عام 2000 وتحرير الجنوب اللبناني بدون قيد او شرط وانهيار منظومة الاحتلال المباشر والمقنّع المسمى جيش لحد.
حشدت اميركا كل أسلحتها وادواتها لمحاصرة اهل الإنتصار لتثأر منهم ولتأديبهم ليكونوا عبرة للآخرين وتوجيه رسالة للعرب والمسلمين ان الإنتصار على إسرائيل ممنوع وان التمرّد على اميركا خطيئة وان قدر ومصير الشعوب تحدّده سفيرة او موظف في الخارجية الأميركية او ضابط صهيوني وان الثأر سيكون بعد عقود ولن يهنأ اهل الإنتصار وسيكون موعدهم في الذكرى السنوية للإنتصار لتتحوّل الى هزيمة ونكسة واحداث اليمة ومصائب متعدّدة الأنواع والمستويات وفق التالي:
- اوعزت اميركا للمحكمة الدولية ان تصدر احكامها في 7 آب واتهام المقاومة لتفجير الوضع اللبناني بعبوة المحكمة الدولية.
- تضغط اميركا على مجلس الأمن لتعديل مهام القوات الدولية في الجنوب بما يخدم المصالح الأمنية الإسرائيلية ويهدد الأمن اللبناني والا فلن يتم التجديد لهذه القوات!
- استدرجت بعض الشخصيات الروحية والسياسية لطرح "حياد لبنان" وتحميل المقاومة مسؤولية الأزمة المالية والمعيشية التي يتعرّض لها اللبنانيون وتبرئة اميركا وإسرائيل ورموز الفساد الذين حكموا لمدة ثلاثين عاما!
- الضغط على الحكومة اللبنانية وبعض القوى السياسية للتحرك وافشال محاولات إعادة النازحين السوريين وذلك لإستخدامهم كورقة ضاغطة على لبنان وسوريا لمصالحة المشروع الأميركي الذي يدير ويشرف على ما يسمى الربيع العربي الدموي الذي لا يزال مستمراً.
- زيادة الحصار الإقتصادي والسياسي على لبنان والتلاعب سياسيا بسعر صرف الدولار لإرهاق وتجويع البيئة الحاضنة للمقاومة واحداث الفوضى في الشارع بعناوين معيشية لتأمين الساحة الملائمة للاعمال الأمنية والسياسية لتفجير الساحة اللبنانية واشغال المقاومة داخليا عبر محاور متعددة لإنهاكها وتهيئة الظروف لعمل عدواني إسرائيلي مضمون النتائج بالإنتصار على المقاومة بعد اضعافها وتشتيت قواها داخليا واثارة بقية القوى السياسية والطائفية ضدها بما يشبه تكامل الحرب الأهلية مع الحرب الخارجية والحصار العالمي .
- هذا ما تخطط له اميركا وحلفائها وادواتها ...والسؤال هل ستنجح اميركا ؟
الجواب بكل هدوء وارتياح ...ستفشل اميركا ومن معها كما هي تجاربها في العقود الماضية منذ قذائف نيوجرسي والجيوش المتعددة الجنسيات والإجتياحات والمجازر الإسرائيلية ...لكن بشرط ان نحسن إدارة المعركة على كل المحاور وعدم حصر المعركة بالجانب الأمني او العسكري فقط بل الإنتباه الى بقية المحاور الناعمة والخطرة على المستوى الاقتصادي والمعيشي الذي سيكون اكثر خطرا وتهديدا وتوحشا من الحرب الأمنية والعسكرية فالذبح بالدولار اكثر اذى من الذبح والقتل بالقصف والرصاص!
لكن لنعترف ان المقاومة الاقتصادية والمعيشية لا زالت ضعيفة وقاصرة حيث لم ننجح حتى الآن بحماية الأمن الاجتماعي لأهلنا وتأمين رواتبهم من القصف "الدولاري" المتوحش الذي أصاب الرواتب بالتصحر والضعف ونشر الجوع والفقر في كل البيوت والأحياء والمناطق والطوائف!
لا بد من اتخاذ خطوات عملية سريعة لتأمين مقوّمات الصمود للناس ومنع الإحتكار ومعاملة التجار المحتكرين كمعاملة العملاء الأمنيين خصوصاً الذين يستغلون حاجة الناس وتقلّب الدولار لزيادة الحصار والتجويع وبالتالي يخدمون أهداف الأعداء بقصد او غير قصد كسبا للمال.
اما بالنسبة للقوات الدولية فهي حاجة إسرائيلية اكثر منها حاجة لبنانية (مع عدم رفضنا للتمديد لها) ولن يمر المشروع الأميركي بتعديل مهمها نتيجة الفيتو الروسي والصيني المرتقب...وبالنسبة لقرارات المحكمة الدولية فانها لن تسبب الإنفجار الداخلي اعتمادا على الموقف العاقل للرئيس سعد الحريري ولحكمة المقاومة المتهمة التي ستستوعب أي ردة فعل مشبوهة او عفوية بعد القرار المسيّس لجهة توقيته ومندرجاته.