الثبات - إسلاميات
الله سبحانه وتعالى وعد بالثواب وتوعد بالعقاب، إذا عبد الله سبحانه وتعالى وأطاعه نال الثواب، وإذا عصاه عاقبه لمعصيته، وإصراره على هذه المعصية بعدما بين الله سبحانه وتعالى ما هو هذا العقاب، فلم يرتدع ذاك العبد وأصر على معصيته، ليذيقه الله سبحانه وتعالى جزاء ما اقترفت يداه وصنعت وفعلت، وهذا ما أشار إليه سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه في تفسير قوله تعالى:
{ فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ} سورة القلم-الآية 44: كيف تستطيع أن تقف بين يدي الله سبحانه وتعالى؟! وأنت الذي إذا وقفت بين يدي إنسان له من الرتبة أو المكانة في الدولة ترتجف خوفاً، فما بالك بمن خلق هؤلاء البشر وأعطاهم تلك السلطة والقوة، فهذا موقف عظيم أن تقف بين يدي الله سبحانه وتعالى لتنال جزاء ما اقترفت أو ثواب ما عملت، ( سنستدرجهم ): السين للاستقبال، ( نستدرجهم ): تأتي من التدرج من الأعلى إلى الأدنى، وهناك دركات: وهي باتجاه الأسفل، ولك الخيار بين هذه وتلك، فالله أعطاك كل شيء في هذه الدنيا من منصب ومال وجاه وولد ولكنها زائلة ولن يبقى إلا من خلق هذه كلها وهو الله سبحانه وتعالى؛ ومنه قوله تعالى:{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۖ وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ} سورة لقمان-الآية 33.