أقلام الثبات
تحيي الجمعية العامة للأمم المتحدة في العشرين من حزيران من كل عام، اليوم العالمي للاجئين في العالم، الذي أقرّته في العام 2001 ، بهدف تسليط الضوء على مشاكلهم ومعاناتهم، وما يعانون من أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية وإنسانية ، في ظل التزايد المتواصل الوتيرة ، بسبب ما يشهده العالم من حروب وأحداث .
ولعلّ قضية اللاجئين الفلسطينيين من أقدم وأطول قضايا اللاجئين في العالم ، فعمرها تجاوز السبعين عاماً ، وتعدادها قرابة 6 ملايين لاجئ ، وأفق حلها مغلق بسبب ما تعرضت له وطنهم فلسطين من اغتصاب صهيوني إجلائي احتلالي منذ العام 1948 ، وأيضاً بفعل التآمر الدولي لقوى الاستعمار والأنظمة الرجعية، عندما أعلن بلفور وعده المشؤوم في العام 1917 ، بوطنٍ قومي لليهود على أرض فلسطين .
إنّ ما يُميز عنوان اللاجئين الفلسطينيين ، الركيزة الإستراتيجية من بين عناوين القضية الفلسطينية ، عن غيرها من القضايا ، علاوة على أنها الأقدم والأطول ، فهي الأكثر مأساوية لسببين: الأول ، البعد عن الوطن . والثاني ، لما تعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق أبنائه ، والتي لا زالت متواصلة داخل الوطن المحتل ، في مناطق ودول اللجوء الفلسطيني . والثالث ، أنّه ورغمّ ما تعرض له الشعب الفلسطيني من مآسِ ومعاناة وظلم وحرمان من أبسط حقوقه ( لبنان ومصر نموذجاً ) ، فهو لا يزال متمسكاً بخيار العودة إلى الديار التي طُردّ منها بقوة الحديد والنار ، رافضاً أشكال التوطين والتهجير ، مهما كبرت التضحيات وعظمت التحديات والمؤامرات ، وليسّ أخرها " صفقة القرن " ، التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية ، وعنوان اللاجئين والقدس في أولويات هذا الاستهداف . أما الرابع ، فإنّ اللاجئين الفلسطينيين وعلى مدار سنوات اللجوء ، خاضوا من جملة ما خاضوه من معارك الشرف والبطولة معركة التمسك بالرواية الفلسطينية ، من خلال التمسك بالهوية ، وربط الأجيال بعضها ببعض ، فأسقطوا مقولة ، أنّ كبارنا سيموتون وصغارنا سينسون .
في اليوم اللاجئين العالمي ، فإنّنا نطالب وندعو :-
- أصحاب الإعلان إلى تحمل مسؤولياتهم في تطبيق القرارات الخاصة بالشعب الفلسطيني ، والقرار 194 في المقدمة منها .
- ندعو المجتمع الدولي إلى ضرورة رفع الصوت عالياً في مواجهة السياسات الإجرامية التي يرتكبها الكيان الصهيوني منذ ما قبل النكبة العام 1948 ، ولا يزال يتمادى في جرائمه في ظل الصمت المريب لهذ المجتمع.
- إنه وفي ظل المساعي المحمومة للولايات المتحدة الأمريكية ، الهادفة إلى شطب الانروا الشاهد الحي على نكبة شعبنا ، المطلوب ربط موازنة الانروا بموازنة الأمم المتحدة ، منعاً للابتزاز الذي تمارسه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، الذي أوقف مساهمات بلاده المالية عن الانروا ، بهدف إنهائها وشطبها ، استجابة لرغبة قادة الكيان الصهيوني .
- في معركة إسقاط " صفقة القرن " واستهدافتها ، المطلوب إعادة الاعتبار للجوء الفلسطيني في الشتات والمغتربات ، من خلال الإقلاع عن مواصلة التهميش وإيلاء همومهم ومشاكلهم الاهتمام وإيجاد الحلول لها ، من قبل المرجعيات الفلسطينية ، وإشراكهم بالحياة السياسية والوطنية .
- نقل دوائر ومؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية إلى خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة ، بحكم أنها لمجموع الشعب الفلسطيني ، وبعيدة عن مقصلة الاحتلال . وبالتالي ، ومن منطق أنّ اللجوء الفلسطيني هو واحد بغض النظر عن مكانه الجغرافي ، المطلوب إلغاء دائرة شؤون المغتربين وإلحاق مهامها بدائرة شؤون اللاجئين .
من تستهدفهم “إسـرائيل” لا يحتاجون بيانات… بل فضحاً كاملاً للجريمة
ألمانيا... الصدمة المزدوجة ــ د. ليلى نقولا
أسوأ من 17 أيار ــ عدنان الساحلي
عملية أستراليا... بين "تبييض" الصورة "الإسرائيلية" والتحضير لاعتداء مقبل ــ د. نسيب حطيط