التاريخ الأميركي .. قتل وعنصرية وإبادة جماعية ـ إعداد: أحمد شحادة

الجمعة 19 حزيران , 2020 10:45 توقيت بيروت أقلام الثبات

كولومبوس سفاح و قاتل

أقلام الثبات

في حركة احتجاجية صارخة في الولايات المتحدة الأميركية اسقط متظاهرون تمثالاً للمستكشف كريستوف كولمبوس في ولاية فيرجينيا، وحطم التمثال محتجون ضد العنصرية على هامش قتل الزنجي جورج فلويد، واشعلوا النار به قبل أن يتم رميه في بحيرة وسط حديقة ريتشموند.

في رحلة كولومبوس الثانية إلى القارة الجديدة، أهدى امرأة كاريبية لطاقم السفينة كي يغتصبها، وأصبح هذا الطقس جزءاً من كل إغارة جديدة، حيث يختطف الإسبان النساء والفتيات ويغتصبونهن أو يبيعونهن للاسترقاق الجنسي، وعندما وطئت قدماه أراضى القارة الأميركية أمر بالقبض على 6 هنود ليصبحوا خدمه الشخصي، ورأى أنهم "سيكونون خدماً جيدين طوال مدة إقامته"، وبدأ بعدها جنوده في استرقاق بعض الهنود وبيعهم كعبيد، وفق موقع History التاريخي.

أما في حال تمرد أحد الهنود على هذه المعاملة غير الآدمية، كان الإسبان يلجأون إلى الكلاب الشرسة لتمزيق المتمرد أمام الباقين، ثم تترك الجثث الممزقة في الميدان حتى تتفسخ، ليعلم الجميع ما هي عاقبة التمرد، فضلاً عن عقوبات أخرى تقضي بتقطيع الآذان والرؤوس.

 كما عاث الإسبان في الأرض فسادا، نهبوا أيضاً المعابد، دمروا الحضارة (حضارة الآزتيك والإنكا والمايا)، وأجبروا السكان المحليين على العمل بالسخرة في مناجم الذهب والفضة في ظروف قاسية دفعت الكثير منهم إلى الانتحار خلاصا من العذاب، خلال تلك الفترة تم إبادة ملايين "الهنود الحمر" نتيجة قسوة ظروف العمل في المناجم، تشير التقديرات إلى أن واحدا فقط كان يخرج حيا من بين كل 8 أشخاص عملوا في المناجم.

صنف  كريستوف كولومبوس، كواحد من ابرز رموز العنصرية والتمييز العنصري في التاريخ  ، لأنه دخل أميركا   على أشلاء ودماء أهلها، وسجلت كتب التاريخ فظائع ارتكبها كولومبوس وممولو رحلته الاستكشافية (الإسبان).

وتفيد التقارير، أن الغزاة تحت قيادة كولومبوس للمرة الأولى، كان السكان الأصليون يخرجون لاستقبالهم عند مداخل المعابد ويشعلون ناراً ويلقون فيها الذهب، لأنهم كانوا يظنون أن  القادمين إلى أراضيهم هم أبناء الشمس، لكن أبناء الشمس هؤلأ كانوا جزارين وسفاحين ومصاصي دماء، فقد سلبوا اهل القارة الجديدة  أراضيهم وذهبهم، وحينما حاول الهنود المقاومة، أخضعهم جنود كولومبوس بقوة السلاح وقتلوا واغتصبوا آلافاً منهم.

كان على كل "هندي" تجاوز عمره الـ14عاماُ جمع كمية معينة من الذهب للإسبان كل 3 أشهر، وإن لم يفعل كان عليه مواجهة العذاب الذى يصل إلى بتر الأيادى وتعليقها لتتدلى من أعناقهم، ثم الموت بتركهم ينزفون حتى الرمق الأخير. وقد قتل بهذه الطريقة أكثر من 10 آلاف شخص من الهنود الحمر.

فظاعة مرتزقة كولمبوس في اميركا  في معاملتهم لسكان القارة الأصليين لم يقف عن حد الجشع فقط، بل أنهم نبشوا قبور الموتى، وانتزعوا الذهب والزمرد من بطون الموتى؛ لأن الطقوس الدينية الخاصة باهل البلاد الأصليين، كانت تقضي  بدفنه فى بطون الموتى، وأمام عمليات الإجرام الواسعة للمرتزقة البيض الغزاة، بدأ أهل أميركا الأصليين تدمير مخازن الخبز، حتى لا يأكل منها المستعمرون لأراضيهم ولا حتى هم أنفسهم، فيما لجأ آخرون للانتحار الفردي أو الجماعي للخلاص من هذا العذاب، إذ قتل البعض نفسه بالقفز من المنحدرات العالية، فيما سمم بعضهم الآخر نفسه بالأعشاب، وآخرون جوعوا أنفسهم حتى الموت، ووصلت أعداد المنتحرين إلى 50 ألفاً، وفق الكتاب الذي استعرض موقع VOX الأميركي مقتطفات منه.

"كولومبوس" متهم أول في عمليات الإبادة الجماعية للهنود الحمر، ويعتقد الباحثون أن جنوده، ارتكبوا أنواعاً مختلفة من فنون العذاب والقتل، فبعد رحلة كولومبوس الأولى بـ 56 عاماً، يقال إن عدد مَن تبقى من الهنود على قيد الحياة في جزيرة هيسبانيولا، وهي ثاني أكبر جزر الأنتيل، وتقع شرقي كوبا، وصل إلى 500 فقط من أصل 300.000 كانوا يعيشون هناك.

                                                                                                                                                                                                                   وللبحث صلة


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل