حقائق عن التصوف .. "أخذ العهد"

الثلاثاء 16 حزيران , 2020 04:55 توقيت بيروت تصوّف

الثبات - التصوف

 

حقائق عن التصوف

"أخذ العهد"

 

ينبغي للمريد الكمال أن يلتحق بمرشد يتعهده بالتوجيه ويرشده إلى الطريق الحق، ويضيء له ما أظلم من جوانب نفسه، حتى يعبد الله تعالى على بصيرة وهدى ويقين.

يبايع المرشد، ويعاهده على السير معه في طريق التخلي عن العيوب والتحلي بالصفات الحسنة، والتحقق بركن الإحسان، والترقي في مقاماته.

وأخذُ العهد ثابت في القرآن والسنة وسيرة الصحابة:

ففي القرآن قوله تعالى:

{إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ۚ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً}

{وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ۖ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً}

وفي السنة النبوية:

فإنَّ أخذ العهد في السنة المطهرة ما كان يتخذ صورة واحدة من التلقين أو يختص بجماعة من المسلمين، وإنَّما كان أخذ العهد في السنة جامعاً بين بيعة الرجال، وتلقين الجماعات والأفراد، ومبايعة النساء، بل وحتى من لم يحتلم.

فأما بيعة الرجال: فقد أخرج البخاري في صحيحه عن عبادة بن الصامت أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بايعُونِي علَى أن لا تُشْرِكُوا باللهِ شيئاً، ولا تَسْرِقُوا، ولا تَزْنُوا، ولا تقتُلُوا أولادَكُم، ولا تأتوا ببهتانٍ تفتَرُونَهُ بينَ أيدِيكُم وأرجلِكُم، ولا تعْصُوا فِي معروفٍ، فمَنْ وَفَّى منكُم فأَجْرُهُ على الله، ومَنْ أَصَابَ مِن ذلِكَ شيئاً فعُوقِبَ بهِ في الدُّنْيَا فهو كَفَّارَةٌ، ومن أصابَ مِن ذلكَ شيئاً ثم ستَرَهُ اللهُ فهو إلى اللهِ، إن شاءَ عفا عنهُ، وإن شاءَ عاقَبَهُ، فبايعنَاهُ على ذلكَ".

وأمَّا بيعة النساء: فعن سلمى بنت قيس رضي الله عنها وكانت إحدى خالات رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد صلت معه القبلتين، وكانت إحدى نساء بني النجار قالت: "جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعته في نسوة من الأنصار فلما شرط علينا أن لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيه في معروف قال: قال ولا تغششن أزواجكن قالت فبايعناه ثم انصرفنا فقلت لامرأة منهن  ارجعي فاسألي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما غش أزواجنا قالت فسألته فقال تأخذ ماله فتحابي به غيره".

وأمَّا بيعة من لم يحتلم: فقد أخرج الطبراني عن محمد بن علي بن الحسين رضي الله عنهم، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم بايع الحسن والحسين وعبدالله بن عباس وعبدالله بن جعفر وهم صغار ولم يبلغوا.

الخلاصة:

إنَّ الصحابة الكرام رضوان الله عليهم كانوا يبايعون رسول الله صلى الله عليه وسلم على حالات مختلفة، منها بيعتهم على الإسلام، وبيعتهم على أعمال الإسلام، وبيعتهم على الهجرة وعلى النصرة والجهاد، وبيعتهم على الموت، وبيعتهم على السمع والطاعة.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل