الاحتدام الروسي الاميركي .. الظاهر و الخفي ـ يونس عودة

الثلاثاء 16 حزيران , 2020 10:33 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

رغم الهدؤ الظاهر على المستوى العسكري بين الولايات المتحدة , وروسيا الاتحادية بموازاة الاحتدام السياسي - الاقتصادي فلا يمر اسبوع الا وترد اخبار عن استفزازات اميركية لروسيا ,واخرها مطلع الاسبوع الجاري , حيث رصدت الرادارات الروسية قاذفات اميركية B-52H  فوق بحر البلطيق وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن مجموعة من مقاتلاتها من طراز "سو-27" اعترضت قاذفات أمريكية وطائرات استطلاع للناتو فوق المياه الدولية وأن مقاتلات "سو-27" منعت من وقوع أي انتهاك لحدود الدولة الروسية، مشيرة إلى أن أطقم الطائرات الروسية نفذت تحليقاتها بالتوافق التام مع القواعد الدولية لاستخدام المجال الجوي.

ربما يكون الخبر عاديا بالنسبة للكثيرين , لكن الاستفزاز جاء بعد امرين :

  • الاول ,مناورات روسية استراتيجية في أعقاب المناورات الاطلسية بقيادة اميركية في الدول القريبة من روسيا ولا سيما تلك المناورات في بحر البلطيق حيث تعقبت المقاتلات الروسية , القاذفات الاميركية ,لتعلن وزارة الدفاع الروسية ان الجيش الروسي نفذ تدريبات مكثفة على توجيه ضربات صاروخية ماحقة من منظومات "اسكندر"، بمنطقة كالينينغراد الواقعة على حدود أوروبا الغربية، ردا على تدريبات الناتو في بحر البلطيق القريب  تحت اسم (بالتوبس 2020)"..وانه ثم تدرب الجيش الروسي على مهمة توجيه ضربة انتقامية محتملة عن طريق تغيير مواقع التمركز الآني، آخذا في الاعتبار رد العدو الانتقامي.مع الاشارة الى أن قيادة المنطقة الغربية في الجيش الروسي، أحصت مشاركة حوالي 30 سفينة حربية، وما يصل إلى 30 طائرة وطائرة هليكوبتر، وأيضا حوالي 3 آلاف من العسكريين في التدريبات البحرية للناتو التي كانت تجري في بحر البلطيق المحاذي لمنطقة المناورات الروسية في جيب كالينينغراد في أقصى الغرب.
  • الامر الثاني اعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قناعته بأن بلاده ستنجح في تطوير وسيلة ستتيح لها مواجهة الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت بأضعاف، قبل أن تصبح هذه الأسلحة في أيدي دول أخرى.وأعتقاده الراسخ "أننا سنستطيع مفاجأة شركائنا بأنه، عندما سيظهر لديهم مثل هذا السلاح، من المرجح جدا أننا سنتوصل إلى وسيلة لمواجهته".وكرر ذلك اكثر من مرة بلهجة صارمة.

وفي هذا السياق قال الخبير العسكري أليكسي ليونكوف في حديث لصحيفة روسية  إن "ما يطوره الأميركيون الآن تحت ستار أسلحة فرط صوتية، ينطوي على الطيران بسرعة تتراوح من خمسة إلى ستة، وكحد أقصى ثمانية أرقام ماخ"، ويمكن القول بصورة تقريبية إن الماخ يعادل سرعة الصوت: "فإذا تم تطوير جسم يتحرك بسرعة تصل إلى 10 أرقام ماخ، فيجب أن تصل سرعة سلاح مكافحته إلى 15 رقم ماخ".

ووفقا لليونكوف، يقوم الخبراء الروس بتطوير وسائل التصدي لأسلحة العدو المحتمل فرط الصوتية في نفس الوقت الذي يطورون فيه أسلحة "فرط صوتية" خاصة بنا، على قاعدة تطوير "السيف والدرع" في الوقت نفسه.

هذا في التوفيت, لكن ايضا يأتي الرد الروسي عشية الاحتفال بيوم النصر على الفاشية والنازية في "الحرب الوطنية العظمى ", المتعارف عليها ب "الحرب العالمية الثانية" ,في الرابع والعشرين من الشهر الحالي بعد تأجيلها من 9 ايار بسبب جائحة كورونا , وسنشاهد في المناسبة أسلحة جديدة في الساحة الحمراء تظهر للمرة الاولى.

من الواضح ان الصراع يتبلور أكثر فأكثر , وخصوصاً أن الاميركيين لا يسعون فقط للسيطرة على الاسواق العالمية عبر كل الصناعات , وانما ايضا بمحاولات السيطرة على ثروات موعودة ولاسيما في القطب الشمالي , ولذلك وقّع دونالد ترامب الاسبوع الماضي مذكرة بشأن إنشاء أسطول كاسحات جليد جبار خاص بالولايات المتحدة. خصوصا ان اميركا  ليست بين الدول المتقدمة في هذا المجال . فالأسطول القطبي الأميركي يتكون من ثلاث كاسحات جليد. اثنتان منها فقط تعملان، وكلاهما تتبع خفر السواحل الأميركي.فيما روسيا اليوم مصنفة على رأس قائمة الدول في تطوير أسطول كاسحات الجليد.، وهي دون غيرها في العالم تمتلك الأسطول الوحيد من كاسحات الجليد النووية. في الوقت الحاضر,بالإضافة إلى العديد من كاسحات الجليد التي تعمل بالديزل والكهرباء.

رغم التفوق الروسي في مجال الكاسحات , فذلك لا يعني ان روسيا تغفو على الحرير , فالخصم ,او العدو الواقعي والتاريخي , لا يوفر سانحة الا ويعبر عن استفزازاته, مع محاولات زرع اسافين بين الحلفاء وبالاخص بين روسيا والصين اللتين تصنفهما الولايات المتحدة على راس قائمة الاعداء الاستراتيجيين 

لذلك يعمد الأميركيون للإسراع في تكوين اسطول من الكاسحات,لان ارتفاع الحرارة في كوكب الارض سيؤدي إلى ذوبان تدريجي للجليد في القطب ، ما قد يفتح الطريق إلى تنمية الموارد الطبيعية في المنطقة، ويحوّل طريق بحر الشمال إل واحد من أهم شرايين النقل في العالم,ولهذا "يحاول الأميركيون تصعيد الوضع في تلك المنطقة من العالم ,مع الاصرار بشكل متعاظم على الحاجة إلى تغيير حالة الملاحة على طول طريق بحر الشمال. ومن دون الالتفات ولو شكلا الى ان الصين  تريد الحصول على الحق في التنقيب في القطب الشمالي. وهذا يعني أن قيمة طريق بحر الشمال إلى تزايد".

وعليه فان منطقة القطب , تتجه الى العسكرة ,ولو بخطى بطيئة ,وهادئة في الظاهر على السطح ,لكن في الواقع فان الوضع يتغير بشكل واضح. ذلك أن كاسحات الجليد لن تكون مدنية، إنما ستخدم في البحرية وخفر السواحل الأميركي".ولذلك فان الحرب الخفية في ذروتها.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل