الثبات - إسلاميات
حال الغافلين عن الطاعة والعبادة، حال المتعصبين في معصيتهم المجاهرين بها، حال الآخذين بمتاع الدنيا، ومتاع الدنيا قليل، شغلتهم بنعيمها حتّى غفلوا وصمّوا وعموا عن الطاعات، أنساهم الشيطان ذكر الله سبحانه وتعالى، وهكذا حتّى جاءهم أمر الله سبحانه وتعالى، ليقولوا في أول برزخ من برازخ الآخرة ليتنا نعود فنعمل ما وجب علينا ونترك ما سواه، ليتنا نعود إلى الصيام والقيام والذكار والطاعات، ليتنا نعود فنتصدق ونطعم، ليتنا نعود ليسامحنا من ظلمْنا ومن استغبنا ومن غشينا ومن سرقنا ومن ومن، هكذا حال العاصين، عندما يرون العذاب يوقنون بوعيد الله سبحانه وتعالى لهم، فالحذر الحذر كي لا نحذوا بحذوهم ونسير على خطاهم فنكون من الهالكين النادمين، وهذا ما أشار إليه سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه في تفسير قوله تعالى:
{خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۖ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ} سورةالقلم- الآية ٤٣: أبصارهم خاشعة فلا يستيطعون أن يأخروها لا يمنة ولا يسرة؛ وذلك لما ينتظرهم من العذاب, ذليلين لما فعلوه في الحياة الدنيا؛ عندما كانوا يدعون إلى السجود وهم آمنون سالمون فلا يسجدون لله سبحانه وتعالى, ولكن ممكن بدورهم سجدوا لغير الله, فسجدوا للمال وللأهواء وللزعامات؛ ومنه قوله تعالى على لسانهم: {سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا ۚ يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ۚ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا ۚ بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} سورة الفتح-الآية ١١