أقلام الثبات
في حركة احتجاجية صارخة ولافته في الولايات المتحدة الأميركية ، أسقط متظاهرون تمثالا للمُستكشف كريستوفر كولومبوس في مدينة ريتشموند بولاية فرجينيا الأميركية.
وحطم التمثال، الذي كان يستقر في حديقة بايرد بارك، محتجون ضد العنصرية على هامش المظاهرات المتواصلة منذ وفاة الأميركي من أصل إفريقي جورج فلويد على يد ضابط شرطة في مينيابوليس.
وأظهرت لقطات مصورة قيام عدد من الأشخاص بالإطاحة بالتمثال، ثم إشعال النار فيه قبل أن يتم رميه في بحيرة بالحديقة الكائنة في وسط مدينة ريتشموند.
بأي حال، فالتاريخ الأمبريالي الأميركي كله، معاداة للجنس البشري، واستقواء وطموح جارف وقاتل للسيطرة على الكون، لقد كان الأمير كيون يحذرون من ارتفاع عدد سكان المعمورة منذ زمن بعيد. فقد قال وزير الدفاع الأميركي الأسبق روبرت مكنمارا في خطاب له أمام نادي روما عام 1979:"إن الارتفاع الصاروخي لعدد سكان العالم يشكل أكبر عائق أمام التطور الاقتصادي والاجتماعي في العالم، لهذا ينبغي علينا الآن وليس غداً أن نمنع وصول عدد سكان الكون إلى عشرة مليارات نسمة .
ورأى مكنمارا " أن هناك طريقتين لتحقيق ذلك، إما بتخفيص معدل الولادات في أصقاع العالم، أو برفع معدل الوفيات. والطريقة الأخيرة يمكن أن تتحقق بعدة أساليب، ففي هذا العصر النووي يمكن للحروب أن تؤدي الغرض بسرعة فائقة وناجعة للغاية. وهناك طبعاً المجاعة والأمراض"، وهما سلاحان مازالا موجودين حتى الآن، واستعملتهما واشنطن في كل المناسبات .
ويلاحظ في التاريخ الأميركي أنه منذ لحظة وصول ، كريستوف كولمبوس ومرتزقته البيض الى القارة الجديدة التي كان يعتقد انها الطرف الآخر لآسيا ،بدأت عمليات الإبادة الجماعية ،إذ كان الفلكيون الذين رافقوا كولومبوس قد أعلموه أن خسوفاً كاملاً، سيحصل بعد أيام.
ولما كان الرجل وبحارته قد وصلوا منهكين متعبين بالإضافة الى نفاذ مؤنتهم ، ووجدهم السكان الاصليون او ما اطلقوا عليهم " الهنود الحمر " مرميون على الشواطئ، فعمدوا الى اسعافهم ومساعدتهم ، وهنا لاحظ زعيم الغزاة (كولمبوس)تقديس السكان للقمر ، فأكد لهم بأنه سيسرق القمر منهم إذا لم يمنحوه الطعام والتموين، الذي يكفي طاقمه للبقاء على قيد الحياة.
لم يصدّق الهنود الحمر، أن كولومبوس، قادر على تنفيذ تهديده، فلما غاب القمر، بالفعل جاء "الهنود" يتوسّلون كولومبوس لإعادته إليهم، بعد أن تعهّدوا بتنفيذ جميع أوامره حرفياً، وفي الليلة التالية عاد القمر مكتملاً معتقدين بأن كولومبوس هو من قام بإعادته إليهم، ومنذ حصول تلك الحادثة ربح "الهنود الحمر" طقوسهم الاحتفالية بالقمر، ولكنهم خسروا قارة كاملة بثرواتها العملاقة، إضافة الى ما قام به الغزاة من عمليات قتل وترهيب وترويع ،حينما اخذوا يفرغون رصاص بنادقهم بأصحاب الأرض والبلاد، حاصدين عشرات الآف وربما مئات الآف القتلى من البشر في ليالي ونهارات الدم الأميركية.
وللبحث صلة