أقلام الثبات
في السادس من حزيران عام 1982 بدأ الإجتياح الإسرائيلي للبنان للقضاء على المقاومة الفلسطينية ونفيها الى تونس وبقية الدول العربية وقد وصلت الدبابات والجنود الإسرائيليون الى بيروت وبعد مقاومة لبنانية وطنية وإسلامية خرج جيش العدو فرارا من لبنان من دون شروط او مفاوضات او تعهدات يتبعه العملاء من جيش لحد والمخبرين مع عائلاتهم بما يعرف "باسرائيليي،"2000" إنه اول انسحاب من أراض عربية محتلّة من دون قيد او شرط !
عاود العدو المحاولة في العام 2006 للانتقام والثأر لمعنوياته فواصل حربه بالإغتيالات والعمل الأمني والحصار السياسي والإقتصادي للمقاومة وأهلها عبر الأميركيين وحلفائهم العرب الخليجيين واصدقائه الأوروبيين وعملائه في لبنان من سياسيين وعملاء وطامحين للرئاسة او المناصب السياسية والثورية متسلقين لجوع الفقراء وحراك الصادقين لمكافحة الفساد الذين خرجوا للشارع مطالبين باستعادة أموالهم المنهوبة وحياتهم التي سرقها الزعماء والفاسدون ومنظومات النهب المنظم افراداً وجماعات .
في تشرين اول عام 2019 بعد أسبوع من بدء التظاهرات صرح وزير الخارجية الأميركية "بومبيو" (على اللبنانيين ان يصمدوا في الشارع حتى موعد الانتخابات الأميركية للعام2020) وبدأت الإملاءات الأميركية على السلطة اللبنانية واختراق الحراك الشعبي وصولا الى الدعوة المشبوهة والمخطط لها بعناية للتظاهر يوم السبت(يوم العطلة اليهودية) الواقع فيه 6 حزيران تاريخ الإجتياح الإسرائيلي للبنان انطلاقا من الجنوب باتجاه العاصمة بيروت وذلك لبدء اجتياح إسرائيلي جديد بعد 38 عاماً من إجتياح عام 1982 الفاشل ،لكن مع تغيير في نقطة الإنطلاق حيث سيبدأ من بيروت باتجاه الجنوب والذي تقوده أجهزة المخابرات المتعددة ويتألف عديده والويته من مجموعات العملاء ومن حلفاء العدو الإسرائيلي عام 1982 واستقدموه لمساعدتهم لطرد الفلسطينيين وتثبيت فئة لبنانية في الحكم بقوة السلاح الإسرائيلي ومن نافذة ارتكاب المجازر .
ان الدعوة للتظاهر في 6حزيران للمطالبة بنزع سلاح الدفاع عن لبنان وسلاح حماية لبنان من الاستعمار والاحتلال تشكل احدى الركائز الثلاث للحرب الأميركية- الإسرائيلية على لبنان وعلى المقاومة وأهلها للتكامل مع الحصار السياسي والاقتصادي والتحرشات والإستفزازات الإسرائيلية على الحدود الجنوبية وفي الأجواء اللبنانية وبالتالي لا يمكن التعامل مع المتظاهرين والمشاركين من نافذة حرية الراي او القرار المستقل في الوقت الذي تتماهى وتتبنى المطالب الإسرائيلية والتي تشكل خيانة وطنية وعمالة موصوفة يجب التصدي لها دون خجل او مجاملة ،كما يجري التصدي والمقاومة لأي قوة إسرائيلية او دبابة إسرائيلية مع انها اخطر من العدوان العسكري لأنها وبكل وقاحة لا تطالب بوقف الخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية ولا تطالب بنزع سلاح العدو الذي يهدد الأمن اللبناني وستكون المظاهرة تحت حماية الطيران الإسرائيلي الذي يخترق السيادة اللبنانية جوا وبرا وبحرا ..وجمهورا يتزعمه بعض العملاء الطائفيين او المذهبيين او الطامحين!
ان العدو الإسرائيلي وأميركا يستخدمون بعض الصغار والطامحين والعملاء من التكفيريين وعملاء "لحد" المقيمين في لبنان لاستدرج المقاومة وأهلها الى حرب أهلية داخلية او الموافقة على الفيدرالية وتقسيم لبنان لتكون المنطقة المسيحية قاعدة أميركية على المتوسط وبالتالي قاعدة عسكرية مقنّعة في لبنان خصوصاً أن بعض المسيحيين يبررون موقفهم بأنهم "لن يكونوا ملكيين اكثر من الملك" ولن يقاوموا اكثر من أصحاب القضية الفلسطينية الذين عقدوا الإتفاقات مع من احتل ارضهم ويتعاون امنيا مع الاحتلال ويحمل جنسية الإسرائيلي، وان بعض الدول العربية الإسلامية ومنها السعودية ودول الخليج يقيمون علاقات مع إسرائيل... فلماذا لا يبادر المسيحيون للتعاون مع العدو الإسرائيلي ..فإما ان تتركونا نتعامل او نقسّم لبنان ولكل خياره وقراره وموقفه السياسي !
ان البلد على منعطف خطير وهو يواجه الحرب الاقتصادية والثقافية والسياسية في فترة ينهش الجوع والفقر أغلبية الشعب اللبناني والفلسطيني والنازحين السوريين الذين سيكونوا وقوداً للمعارك المقبلة في لبنان.
لمزيد من الوعي والحسم والحذر ..ايام عجاف وساخنة !