سعادة الحياة ... ببساطتها

الثلاثاء 02 حزيران , 2020 09:57 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات

لم تجر العادة هكذا، إنّما الحب يعم، والخير ينتشر، والسعادة تعتلي جدران الفقراء قبل الأغنياء، تستجلب الخير حيثما كان، الابتسامة لا تغادر ثغر العباد، والكل في خير عميم، من لا يوجد لديه مكان يؤويه يعطى بيتاً أو أرضاً يبني عليها، ومن يمشي على الطريق يقله الراكب، ومن يمرض يعوده الجميع، حياة بسيطة لا يعتريها ويشوبها هاتف حديث، أو سيارة خارقة للعادة، كانوا متطورين بعقولهم محبين بقلوبهم، تاركين كل ما يعكر هذه وراء ظهورهم، كانت النصيحة بجمل ولكن تعطى بقيمتها، لتصل إلى النتيجة المرجوة، تطورت الدنيا وانتشر الانترنت، وأصبحنا نحدد موقع بعضنا البعض فعميت القلوب، وزاغت الأبصار، وضاقت الصدور، وانكبت الخواطر، وماتت الضمائر، فسد كل شيء، أيمان تلقى من أجل درهمين، وضمائر ترمى لمترين أرض، أيادي طويلة تمد إلى ما حرم الله، لنصل إلى درجة نكران الجميل، فالزوجة تكون القلب والعيون ما دامت زوجتك ولكن عندما تطلق تصبح عكس ذلك، بل تصل به الحال إلى أن يضع فيها ما ليس فيها، وكذلك أولو الفضل علينا، من أعطاك عملاً تستر به ذوينا، ولم يقصر معك بشيء إلى أن ضاق به الحال وخف عمله فاعتذر منك، لتخرج وجهك القبيح وتذمه وتتحدث عنه وهذا ليس حال المؤمن الخائف من الله، بل وأكثر من ذلك، شخص يستدين من فلان مالاً ليخرج من محنته، لشهر أو شهرين، بعدها تمضي الأيام والأشهر والسنين، لتصل بذاك الشخص أن يطالب المستدين، ليقوم الآخر بردها ولكن بطريقة قبيحة وتذمر منه بأنه لن يسافر ويأكل حقك، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: [ لا يشكر الله .. من لا يشكر الناس ]، ما الخطأ أن تشكر شخصاً كان له فضل عليك بعد الله، ولو كان الفضل صغيراً يذكر؟!، من لا يشكر الناس، لا يشكر الله، وبالتالي حينما لا تشكر الله على نعمه وفضائله عليك، فإنك تدخل في مرحلة الجحود، التي تقودك لمرحلة الطغيان، وهنا مواجهتك مع الله وحده، ربنا الذي لا يحب من يطغى في الأرض، ويعيث فيها الفساد، ويضر فيها الناس.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل