الثبات-إسلاميات
كثيرون هم من يتكبرون على الله سبحانه وتعالى في زماننا هذا، يعصونه ويجاهرون في عصيانه، ينشرون الفساد أينما حلو، وهمهم الوحيد الدنيا بملذاتها وشهواتها، يؤمنون بكل سبيل يوصل إليها كيفما كان، ولا يأبهون إلى ما يخلفه من ضرر، يُدعون إلى الصلاح فلا يرضون، ويظنون بقدرتهم ما يظنون، إلى أن يأتي الله بأمره، ويأخذ الله أرواحهم أخذاً شديداً ويبدأ العذاب، هنا يعرفون حقيقة ما يدعون إليه، وهذا ما أشار إليه سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه في تفسير قوله تعالى:
{يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ} سورة القلم-الآية ٤٢: وهذا عندما يظهر العذاب ويبان لهم, فلا يجدون عنه مهرباً ولا ملاذاً إلا السجود, فيسجدون من هول ذلك العذاب الأليم والقاسي, وهذا العذاب يكون إما وقت الموت؛ فالإنسان الفاسق يعذب عند موته عذاباً شديداً؛ وهذا ما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: [إِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا، وَإِقْبَالٍ مِنَ الْآخِرَةِ، نَزَلَ إِلَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ مَلَائِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ مَعَهُمُ الْمُسُوحُ، حَتَّى يَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ: يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ اخْرُجِي إِلَى سَخَطِ اللَّهِ وَغَضَبِهِ قَالَ: فَتَفْرُقُ فِي جَسَدِهِ، قَالَ: فَتَخْرُجُ فَيَنْقَطِعُ مَعَهَا الْعُرُوقُ وَالْعَصَبُ كَمَا تُنْزَعُ السَّفُّودَ مِنَ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ]؛ وقال الله سبحانه وتعالى: {حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ ۚ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} سورة الحج-الآية ٣١, وإما أن يكون هذا العذاب في الآخرة؛ قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ} سورة الأعراف-الآية ٤٠