الثبات - إسلاميات
قال الله سبحانه وتعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ اَلقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ اَقْفَالُها} سورة محمد-الآية 24، جميعنا يقرأ القرآن، والحرف بحسنة والحسنة بعشرة والله يضاعف لمن يشاء، ولكننا غفلنا عن تدبره والتفكر فيه، بل بقينا على سطحيته ولم نبحث عن أسراره وخباياه، لنصل إلى الآية السابقة فنقف عليها، لنجد أن القرآن ليس من أجل التلاوة والترتيل فقط، وإنما من أجل العمل بمضمونه، فهو منهج حياة، ونور ظلمات، وطريق تائهين، وسلوك حائرين، وتربية فاسدين، هو دستور لمن لا دستور له، وعندما نصل إلى هذا المستوى من الفضل ننظر إلى مجتمعاتنا يعود إليها الأمن والأمان، والطمأنينة والسكينة والوقار، والاحترام والحب والتقدير، والرحمة والمغفرة، ليزول عنا من حلّ بنا من وباء وأمراض، وأوجاع وأسقام، وغلاء فاحش، علينا أن نعود إلى الله سبحانه وتعالى في جميع أفعالنا، خطراتنا وسكناتنا، نومنا واستيقاظنا، فرحنا وحزنا، ليلنا ونهارنا، وفي جميع أوقاتنا، ولا نكن بذلك كابن سيدنا نوح عندما قال له أبوه كما جاء في قوله تعالى: {وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ} سورة هود-الآية 42، باب التوبة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى مفتوح، وما عليك إلا طرق الباب بصدق وإخلاص، ولا تبتأس بما قد فاتك، وابدأ من الآن قبل أن يفوتك شهر الخيرات، ولا تعرف ما مصيرك، هل ستصوم في رمضان القادم، أم أنك لن تدركه، واحذر أن يكون مصيرك مصير ابن سيدنا نوح، فيما ورد على لسانه في قوله تعالى: {قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ۚ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ ۚ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ} سورة هود-الآية 43.