الثبات - إسلاميات
المشاكل كثيرة، وسوء والفهم يودي إلى الكثير، هي كثيرة الآن حالات التحليل واستعجال الأمور، وكأن هذا الشخص قد علم ما في نفس الآخر، من خلال تصرفاته وردود أفعاله، وقد يكون الآخر لا علم بما يظنه ويعتقده الأول، وهكذا هي لتصل إلى مرحلة الشحناء والبغضاء والاقتتال في بعض الأحيان، أهي نفوسنا أصبحت هكذا؟ أم ماذا نفعل كي نخرج من هذا؟ وذلك كي لا نكن مثل الذين ادعوا العلم بالغيب، وما تخفي النفوس، وهذا ما أشار إليه سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه في تفسير قوله تعالى:
{أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ* إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ* أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۙ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ* سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَٰلِكَ زَعِيمٌ* أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ} سورة القلم-الآية ٣٧ – ٤١، المشركون لم يكونوا يؤمنوا بالكتاب ولا بالرسل الذين يبعثون بهذه الكتب، ولو كانوا يؤمنون بهما، لكانوا قادرين أن يقولوا: إن لنا كتابًا درسناه، فوجدنا فيه ما نذكر وندعي، ورسول الله – صلى الله عليه وسلم - قد أخبرنا بذلك, وهل لكم أن تختاروا بين هذه الأمور التي تزعمون أنها موجودة؟, وهل اللَّه سبحانه تعالى أقسم لكم أنه هكذا كما تحكمون؛ ومنه قوله تعالى:{أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} سورة البقرة-الآية ١٣٣، وإن كان مثل ما يزعمون فمن يكفل لهم هذا الأمر؟, وإن كان لهم شهداء يشهدون عمّا يدعون فاليأتوا بهم إن كانوا على صادقين.