هل ينجحون ب 6 أيار ضد دياب 2/2 ـ أحمد زين الدين

الخميس 30 نيسان , 2020 11:20 توقيت بيروت أقلام الثبات

تحالف الأمس يتجدد اليوم

أقلام الثبات

يتابع السياسي البيروتي المخضرم، وصف الحالة التي يمر بها لبنان، وحكومة الرئيس حسان دياب، فيؤكد أن ما يتعرض له رئيس مجلس الوزراء، يشبه إلى حد بعيد، ما تعرض له الرئيس الراحل عمر كرامي، فأولاً، ترافقت مرحلة كرامي مع بدايات انهيار نقدي، لعبت فيه المضاربات المالية دوراً بارزاً، وكان الرئيس رفيق الحريري هو اللاعب الأهم في هذه المضاربات.

في عهد حكومة الرئيس عمر كرامي الأولى، تم إدخال المليشيات إلى الحكومة والبرلمان، وكما تم استيعاب عناصرها في مختلف المؤسسات، إضافة إلى تعيين بعض كبار الموظفين من الذين يعملون مع رفيق الحريري في مراكز حساسة في الدولة كمجلس الانماء والاعمار، وحاكم مصرف لبنان (ميشال خوري بدلاً من ادمون نعيم)، رئيس هيئة الرقابة على المصارف (محمد بعاصيري)، كما تم اقرار قانون سوليدير، وغيرها من التعينات.

بعد هذه التعيينات بدأت اللعبة الخبيثة كما يؤكد نجاح واكيم "للتأثير على سعر صرف العملة الوطنية من أجل إسقاط حكومة الرئيس كرامي في الشارع، وبعد تدهور الوضعين الأقتصادي والمعيشي. كان ذلك من أجل رفع معاناة المواطنين إلى مدىً خطير، تمهيداً لمجيء المنقذ رفيق الحريري" وكما يؤكد النائب السابق نجاح واكيم، فإنه في أحد أيام النصف الثاني من شهر نيسان من عام 1992، التقى في البنك المركزي، بثلاثة اشخاص من كبار موظفي البنك المركزي، يعرفهم جيداً، ودار بينهم حديث حول الاوضاع المالية، وحول  تصريح لحاكم مصرف لبنان انئذ ميشال خوري يشير فيه إلى انكفاء المركزي عن التدخل في سوق القطع، من أجل ضبط صرف سعر الليرة، فكانت الأراء متفقة على أن هناك مؤامرة أداتها مالية وغرضها سياسي، وهي ستؤدي إلى خراب مالي واقتصادي كبير في لبنان.

وهكذا، بدأ اللعب بالليرة اللبنانية وأخذ ينهار سعرها بشكل مريع، فاستدعي حاكم البنك المركزي ميشال خوري إلى اجتماع لمجلس الوزراء، حيث اكد أن الوضع المالي تحت السيطرة، وأن تراجع سعر صرف الدولار سيبدأ، لتعود الامور كما كانت عليه، لكنه بعد أقل من 72 ساعة اعلن بياناً خطيراً بأن البنك المركزي، لم يعد قادراً على التدخل، فبدأ التدهور المريع في سعر الليرة، وراتفعت الأسعار بشكل جنوني، في وقت أعلن فيه وزير الاقتصاد مروان حماده عن السماح بالتسعير على أساس الدولار، فكشفت الوقائع كما يشير نجاح واكيم، إلى أن "عمليةً ما  كانت قد دبرت في الخفاء، مستغلة النقمة الشعبية الناتجة عن الأوضاع المعيشية. وكانت بعض الأجهزة في الدولة، يحركها القصر الجمهوري، تشارك في الإعداد لذلك اليوم، وكان السيد رفيق الحريري وبواسطة أموال دفعها إلى جهات نقابية وإعلامية يعمل من أجل 6 أيار".

اجتاحت المظاهرات بيروت وعدداً كبيراً من المناطق اللبنانية، وبعضها وصل إلى بيت الرئيس كرامي الذي لا يبعد أكثر من مئة متر عن القصر الجمهوري المؤقت، الذي كان يقيم فيه رئيس الجمهورية، ولم تتدخل القوى الأمنية إلا بعد أن كاد المتظاهرون يقتحمون بيت رئيس الحكومة. صحيح أن النقمة بذاتها كانت قائمة بين أوساط الشعب اللبناني، ولكن عملية 6 أيار كانت برمتها مدبّرة.

وبعد ذلك تكشّف الكثير من الحقائق، ومنها أن السيد رفيق الحريري لعب الدور الأكبر في عمليات المضاربة في تلك الفترة، وقد حقّق ربحاً صافياً خلال الشهرين اللذين سبقا 6 أيار، ما يناهز ال 400 مليون دولار.

(يتبع)


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل