محاولة اغتيال .. بمناسبة مائة يوم على اغتيال سليماني والمهندس ! ـ د.نسيب حطيط

الخميس 16 نيسان , 2020 01:30 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

لمناسبة انقضاء "مائة يوم" على اغتيال الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس على الأراضي العراقية استهدف العدو الإسرائيلي سيارة مدنية على الحدود اللبنانية السورية بواسطة طائرة مسيّرة ، مما اثار تساؤلات عدة حول اهداف العملية من حيث المكان والزمان في لحظة استثنائية ينشغل فيها العالم بوباء "كورونا" بما فيهم الكيان الصهيوني المصاب بكورونا الوبائية و"كورونا السياسية" المتمثلة في الفشل بتاليف حكومة إئتلافية او حكومة منفردة منذ عدة اشهر مما أصابه بالإرتباك والشلل السياسي الذي زاده تعقيداً اجراءات الحماية والوقاية بمواجهة فيروس "ورونا" ..

والسؤال المطروح ماهي اهداف عملية قصف سيارة قيل انها تابعة لحزب الله ويستقلها قياديون او احد أبناء قيادي سابق وذلك في منطقة حساسة هي الحدود اللبنانية السورية ..واللافت للإنتباه في هذه الحادثة ان العدو الإسرائيلي لم يعلّق او يتبنى المسؤولية عن القصف او نوعية الهدف وكذلك حزب الله الذي لم يصدر موقفاً يتبنى السيارة او ركابها وأبقى على الصفة "المدنية" للسيارة وركابها وتحولت الحادثة الى حدث يكتنفه الغموض واليتم "على صعيدي الفاعل المنفذ او المستهدف الناجي !

لقد طرحت عدة فرضيات حول نجاة الركاب المستهدفين منها ان الطيارة قد أخطأت هدفها في الصاروخ الأول وان العناية الإلهية واحترافية الركاب القتالية انقذتهم من الموت المحتوم وتم تدمير السيارة بالصاروخ الثاني .مقابل وجهة نظر أخرى تقول ان الصاروخ الأول كان تحذيرياً وأعطى الفرصة للركاب بالفرار وذلك بقصد توجيه رسالة الى المقاومة ان العدو الإسرائيلي يملك قرار القصف والسيطرة والمراقبة وامتلاك المعلومات عن تحرّك قيادييه وعناصره بين سوريا ولبنان ويستطيع اغتيال من يشاء عندما تدعو الحاجة وانه يوجه رسالة ردعية للمقاومة دون التورّط بإستدراج الرد العسكري المقاوم في ظروف استثنائية لا تحتمل الحرب العسكرية في ظل انتشار فيروس "كورونا" .

ان هذه الإحتمالات المتعددة تشترك مع بعضها البعض بامور عدة منها :

- عدم التزام العدو الإسرائيلي بالقرار 1701 واستمراره باستفزاز المقاومة والإعتداء على لبنان.

- استمرار التحالف الأميركي- الإسرائيلي بإغتيال قادة محور المقاومة سواء بالقصف المتكرر على المواقع في سوريا او بالإغتيال المباشر للشهيدين قاسم سليماني  وأبو مهدي المهندس وقبلهما الشهيد جهاد مغنية ورفاقه الإيرانيين واللبنانيين وغيرهم دون رد مباشر او معلن من قبل محور المقاومة ضد اهداف عسكرية إسرائيلية (والذي ربما انه حصل دون اعلان عنه ضمن حرب مخابراتية سرية )

- توقيت محاولة الإغتيال بمناسبة ذكرى مرور"ماية يوم" على اغتيال الشهيدين سليماني والمهندس والتي لو نجحت لكانت ضربة موجعة لمحور المقاومة معنويا وبشرياً وخصوصاً للمقاومة في لبنان.

- انكشاف تحركات المقاومة في لبنان وعلى الطريق بين لبنان وسوريا ،مما يثير القلق والريبة ويستدعي الحذر الشديد من تزايد اعداد العملاء لصالح العدو الإسرائيلي سواء العملاء المباشرين أو غير المباشرين ،بالإضافة الى دور وسائل التواصل والهاتف الذكي والواتس _آب الذي يكشف تحركات المستعملين له ويستدرجهم للإنكشاف والملاحقة والتعرف عليهم .

اللافت ايضاً ان محاولة الإغتيال لم تأخذ موقعها في الخطاب الإعلامي والسياسي المفترض بسبب انشغال الجميع بتداعيات ومواجهة "كورونا" وهذا ما يثير القلق وربما يدفع العدو الإسرائيلي الى تكرار المحاولة في لبنان او سوريا او بينهما بعدما رصد اللامبالاة في المحاولة الأولى ،مما يستدعي من الجهات المعنية الرد والتنبيه الشديد اللهجة وتوجيه الإنذار والتحذير للعدو الإسرائيلي بعدم تكرار المحاولة ..قبل انفلات الأمور دون تخطيط مسبق .حيث يمكن ان تكون المحاولة لتشتيت انتباه حزب الله عن الشأن الداخلي اللبناني بعد نجاحه في تثبيت وجوده الإيجابي في منظومة السلطة من خلال الحكومة  او دوره وتميّزه في مواجهة "كورونا" الذي استدعى إثارة "إعجاب " السفيرة الأميركية التي انتقلت من "تل أبيب" الى "بيروت"!


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل