كذبة السعودية ودواعي وقف النار الفعلية في اليمن ـ يونس عودة

الثلاثاء 14 نيسان , 2020 10:26 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

على وقع اكاذيب - التحالف العدواني بقيادة السعودية - ضد اليمن , يبقى الصبر اليمني ,والشكيمة غير المسبوقة, هما الناظم لمجريات الحرب التي دخلت عامها السادس,وسط تعاظم الخسائر المادية والاقتصادية الى جانب البشرية في صفوف دول التحالف مقابل صمود عسكري وشعبي يمني مدهش,لا بل فان اليمنيين, طوروا قدراتهم للمواجهة في الحرب , وان ابقوا على مطالبهم الحقة في وقف العدوان والاتفاق على تكوين سلطة وطنية جامعة , لا مكان للخونة فيها , وان لا يكون لاحد وصاية عليها .

ومع تعمق ازمة دول العدوان بعد الفشل في تحقيق اي هدف يعتد به يمكّن التحالف من جر الجيش واللجان الشعبية وانصار الله الى مفاوضات استسلامية , اطلقت السعودية , بعد أن ايقنت ان ادواتها المحلية غير قادرة على الثبات في اي نقطة على الجبهات ,بالتوازي مع الفشل في ادارة الملفات الاجتماعية في المناطق الخاضعة لدول العدوان في الجنوب اليمني , اطلقت دعوة لوقف اطلاق النار , وكأنها من منحة صاحب "العواصف المتبددة " (عاصفة الحزم , وعاصفة الامل)وغيرها من العواصف الخامدة في فنجان اليمن .

بدت عملية اعلان وقف اطلاق النار السعودي,لمدة اسبوعين , منسقة مع الولايات المتحدة, التي رحبت وغيرها من الدول في الفلك نفسه من دون اي تبعات على العدوان .

ولان الحقيقة , والنية هما غير المعلن فقد واصلت ,دول العدوان, شن الغارات على مختلف المناطق اليمنية , وتحت عين الامم المتحدة ومبعوثيها ومراقبيها,فيما شدد القيادي في انصارالله محمد علي الحوثي على ضرورة ان يكون وقف النار من ضمن سلة كاملة ضمن اتفاق بحضور الامم المتحدة وقال "سلمنا للمبعوث الأممي مارتن غريفيت رؤيتنا لوقف نهائي لإطلاق النار، وهي مبنية على حلول مكتملة"، لان الحلول الجزئية أو الترقيعية لا يمكن القبول بها,واكدالمتحدث باسم انصار الله محمد عبد السلام انه تم أرسال رؤية شاملة إلى الأمم المتحدة تتضمن نهاية للحرب والحصار المفروض على اليمن، موضحا أن المقترح سيضع الأسس الخاصة بإجراء حوار سياسي وفترة انتقالية

في الواقع هناك بلد مدمر على كل المستويات بفعل العدوان , باستثناء الكرامة الوطنية والصمود الاسطوري امام قوة غاشمة تمتلك من ادوات الدمار بما لا يقاس , وتلك القوة التي استنزفت الكثير من قدراتها , تواصل عدوانها برعاية ودعم الغرب لاسيما من اكثر الوجوه قباحة سواء اميركية او بريطانية   فقد قتل في البلد الفقير منذ بدء عمليات التحالف العدوانية آلاف المدنيين، فيما انهار القطاع الصحي تماما جراء الاستهداف الممنهج للمستشفيات ، وسط معاناة من نقص حاد في الأدوية، ومن انتشار أمراض كالكوليرا الذي تسبّب بوفاة المئات، في وقت يعيش ملايين السكان على حافة المجاعة.اضافة الى العطش بفعل شح المياه النظيفة.

والاغرب ان أنشطة المنظمات الإنسانية الدولية في اليمن توقفت ليس بسبب خطر انتشار فيروس كورونا، إنما بسبب وباء الكوليرا الذي حد من أنشطة المنظمات الدولية ,حتى ان جميع المسؤولين والأطباء في هذه المنظمات، تمسكوا بذريعة فيروس كورونا بسرور كبير لطي جميع أنشطتهم الإنسانية في اليمن.رغم انه لم تسجل حالة واحدة في اليمن باستثناء واحدة في المنطقة الخاضعة لاتباع التحالف , ويبدو ان مصدرها السعودية.

الارجح ان السعودية من خلال اعلانها وقف النار تريد حرف الانظار عن مسألتين , الاولى الخسائر التي تمنى بها على مختلف الصعد جراء حربها التدميرية على اليمن ,وبالتالي تريد وقف النار للحد من الخسائر المتعاظمة لانه لم يعد بامكانها ولا طاقة لها اليوم بحرب واسعة النطاق، وعديمة المعنى تماما، وبلا أدنى أمل في النصر، وباهظة الثمن" فضلا عن الصراع الذي عاد الاحتدام في الجنوب بين اتباع السعودية واتباع الامارات والذي ادى الى استقالة ثلاثة وزراء عبر عنهم وزير النقل اليمني المستقيل صالح الجبواني قائلا :إنه تصدى للإمارات لأنه أدرك مبكرا ما سماه مشروعها التقسيمي التدميري في اليمن، معتبرا أن السعودية تغض الطرف عما تفعله الإمارات هناك، وأنه لا يدري إن كان ذلك تجاهلا أو تواطئا, وأنه نصح رئيس الحكومة بألا يكون حصان طروادة لمشاريع الفوضى في الجنوب،وأنه لن يقبل بالشلل والفوضوية التي فاحت فضائحها في عدن وفي عموم جنوب اليمن، وبيّن أن حكومة هادي وقعت اتفاق الرياض "لكنهم منعونا من العودة إلى عدن" ,ويقصد جماعة الامارات في المجلس الانتقالي .واعلن 12 وزيرا من حكومة هادي الافتراضية والمصابة بشلل تام في رسالة موحدة, ان صراعا بين رئيس الوزراء معين عبد الملك وعدد من أعضاء الحكومة، وصل إلى حد إصدار مذكرات توقيف ضد وزراء، واستقالة عدد من الموقوفين.

اما المسألة الثانية فهي ارتداد حرب ال سعود من اجل اذية روسيا وايران , على اسعار النفط وانتاجه ,عليهم,فضربوا ميزانيتهم بالذات، مدمرين في طريقهم كل ما يمكن تدميره.على هذا الاسس بنت السعودية كذبة وقف اطلاق النار , لتبدو أنها ممسكة بالزمام , وان مفتاح الحرب على اليمن لا زال في يدها , وهذا صحيح , الا ان انهاء العمليات والخروج من ازمتها كما هي تخطط مفقود من يدها حتى قيام الساعة , ولو انهارت مملكة الحزم بدون ضربات فيروس كورونا .

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل