13 نيسان 1975 .. الجرح الفلسطيني اللبناني الواحد ـ فارس أحمد

الإثنين 13 نيسان , 2020 01:47 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

كتابة التاريخ في معظم الأحيان يكون لإخذ العبر ولتوثيق مرحلة ما من الحياة على وجه الأرض، ولكن عندما يكون هذا التاريخ يحمل في ثناياه جرائم غيرت مفهوم الإنسانية هنا لا بد لنا أن نتوقف كثيرا، ونعيد صياغة ما جرى، علنا ندرك كيف نصنع أبجديات التاريخ مجددا.

13 نيسان من العام 1975 تاريخ أسود لعناوين كثيرة، فهي ليست بداية الحرب اللبنانية التي راح ضحيتها آلاف من اللبنانيين والفلسطينيين على حد سواء، إنما لمجازر  وعمليات ذبح أرتكبت على خلفية الهوية والعرق واللون والجنسية.

ففي الوقت الذي كانت فيه كل اللاعين تقريباً شاخصة نحو القضية الفلسطينية لمعرفة كيفية الوصول إلى آلية إسترجاع الأرض المقدسة، (عسكريا.دبلوماسيا.سياسيا)  كان هناك من يعمل في الأزقة الضيقة لبناء جمهورية عنصرية تمثل مفهوم الفاشية آنذاك، نعم .. هم الإنعزاليون كما كان يطلق عليهم، لم يرحموا أبناء جلدتهم من اللبنانيين فكيف لهم أن ينصفوا ضيوفهم الفلسطينيين، فقتلوا وهجرو ودمروا.. إمتزج الدم اللبناني الذي كان يؤمن بعدالة القضية الفلسطينية مع الدم الفلسطيني الذي كان يعتبر لبنان الحاضن والداعم لقضيته.

خلاصة القول، إعتقد الإنعزاليون أنهم نجحوا بتمرير مشروعهم ( بداية الأمر) إلا أن التحالفات السياسية والعسكرية التي كانت تتغير عند كل معركة خانتهم، وبرزت معطيات جديدة غيرت موازين الحرب، والتي إستمرت لسنوات طويلة(15 سنة)

وبعد أن وضعت الحرب القذرة أوزارها، بات الجميع على يقين أن العدالة المسلوبة لا بد لها ان تنتصر في النهاية، وهؤلاء الذين كانوا يعتقدون أن أسياد القتل والهدم خسروا وما زالوا، وسيدفعون ثمن ما إقترفت إيديهم عاجلا أم آجلا لإن التاريخ لا بد له أن يكون كما هو، وعدالة السماء ستنفذ على الأرض، ولذلك 13 نيسان 1975 تاريخ لا ينسى.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل