الثبات ـ اقتصاد
تستعد الدول الكبرى المنتجة للنفط في العالم لجولة محادثات جديدة تستهدف الوصول إلى اتفاق بشأن خفض تاريخي لإنتاج النفط من أجل التخفيف من الأثر المدمر لكارثة تفشي وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) على صناعة النفط العالمية، في الوقت الذي يتبادل فيه قادة هذه الدول الانتقادات ويعتبر مستويات التخفيض التي يمكن أن تقبل بها كل دولة في إنتاجها هو التحدي الذي يواجه هذه الدول حاليا.
ومن المقرر أن يناقش اليوم ولمدة يومين وزراء وممثلو الدول المنتجة للنفط ما هي الدول المستعدة لخفض إنتاجها وكمية الخفض التي تقبل بها. ومن المنتظر أن تأتي المساهمة الرئيسية في التخفيضات من الدول النفطية الثلاث الكبرى وهي السعودية وروسيا والولايات المتحدة بحسب وكالة بلومبرغ للأنباء.
وقالت مصادر مطلعة إن الوصول إلى اتفاق فعال يستلزم موافقة الدول الثلاث على المساهمة في خفض الإنتاج العالمي وإن لم يكن بنفس القدر لكل دولة، مضيفة أن روسيا والسعودية ستساهمان بالنسبة الأكبر من الخفض. والأكثر الاحتمال أن تعرض الولايات المتحدة خفضا تدريجيا لإنتاجها والذي سيأتي في إطار تعامل الشركات الأمريكية مع أوضاع السوق سواء بالنسبة للأسعار المنخفضة أو امتلاء كل مستودعات التخزين وهو ما يجعل خفض الإنتاج حتميا.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد قال الاثنين عن الشركات الأمريكية إنها “تخفض إنتاجها بالفعل وإنها تخفضه بجدية شديدة… اعتقد أن هذا يحدث تلقائيا”.
وهناك مؤشرات على أن الاتصالات الدبلوماسية تحقق تقدما نحو التوافق على إجراءات إعادة الاستقرار إلى صناعة النفط العالمية، بعد أيام من التوترات وبخاصة بين موسكو والرياض. وقالت الحكومة الأمريكية إن وزير الطاقة الأمريكي دان بروليت أجرى “مناقشات بناءة” مع نظيره السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان.
ورغم ذلك تواجه المحادثات بين الدول النفطية عقبات كبيرة. فما زال موعد اجتماع الدول النفطية الأعضاء وغير الأعضاء في تجمع “أوبك بلس” والذي تأجل مرة قبل ذلك والمقرر له بشكل مبدئي يوم الخميس غير مؤكد. وترغب روسيا والسعودية في انضمام الولايات المتحدة إلى إلى الاتفاق، لكن الرئيس ترامب لا يبدي رغبة قوية في المشاركة.
وبحسب المصادر فإن ممثلي دول تجمع “أوبك بلس” سيعقدون محادثات عبر تقنية الفيديو كونفرانس يوم الخميس المقبل في الساعة الرابعة مساء بتوقيت فيينا. وقد يتم عقد محادثات أوسع في اليوم التالي بمشاركة وزراء الطاقة من دول مجموعة العشرين من أجل الوصول إلى مساهمة أوسع في اتفاق مستويات إنتاج النفط في العالم.