النُّصح دينٌ وليس إدانة

الأحد 01 آذار , 2020 11:07 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات ـ اسلاميات

كلُّنا يحب أن يَنصَح، ولكنه يكره أن يُنصَح، يحبُّ أن يَنصح بكلماتٍ جارحة لكنَّه يصِفها بالشفَّافة، وكأنها مِشرط حادٌّ فظيع.

النُّصح: فكُّ الحَصانة عن المنصوح برفقٍ ولطف وأناةٍ ورحمة. والحَصانة التي يُراد فكُّها حَصانة موهومة، النُّصح إيقاظ، والإيقاظ لا يكون إلا بالأسلوب الأمثل رفقاً وأنساً، النُّصح دينٌ وليس إدانة، النُّصح سِرٌّ إذ يكون إهداء عيوب، وهو جَهر وعلانية حين يغدو امتداحاً وتعديلاً، النُّصح تعبير من تعابير حبِّ الخير للناس فإن لم يَستوفِ شروطَه الإنسانية (الإسلامية) وآدابه تحوَّل إلى تعبير عن إرادة السوء بالناس، النُّصح وفاء لمن تعرف وحق من حقوق التعارف والتآلف والتضامن، النُّصح دعوةٌ لحوار بنَّاء يُنطَلق فيه من إرادة الإصلاح: (إن أريدُ إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله)، النُّصح أمانة مُغلَّفة بالإحسان إيداعاً واستيداعاً، ومن الأمانة توفير الأمان للنَّاصح (الإنساني) وللمنصوح (الإنسان) المتحققين بكل ما ذكرنا وأشرنا إليه آنفاً.

وأخيراً: النُّصح ركنٌ ركين في التزام الإسلام، قال جرير الصحابي: "بايعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقامِ الصلاة وإيتاء الزكاة والنُّصح لكل مسلم" متفق عليه.

 

ويرحم الله الشافعي إذ قال:

تعمَّدني بنصحك في انفرادي         وحبِّبني النَّصيحة في الجماعة

فإنَّ النُّصح بين الناسِ نوعٌ           من التَّوبيخ لا أرضى استماعه


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل