الثبات - اسلاميات
اسم الله "الوكيل"
قال تعالى: ﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا﴾.
وقال تعالى: ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا﴾.
وقال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: ﴿إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ﴾.
معنى الاسم في حق الله سبحانه:
الوكيل جل جلاله: هو "المتولي تدبيرَ خلقه بعلمِه وكمال قدرته وشمول حكمته، المتكفِّلُ بأرزاقهم وحاجاتهم، وهذا هو المعنى العامُّ لاسم الله الوكيل؛ قال تعالى: ﴿اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ﴾.
أما المعنى الخاص: فالوكيل جل جلاله: هو الذي يتولَّى أمر عباده الصالحين؛ فييسرهم لليسرى، ويُجنِّبهم العُسْرى.
الوكيل جل جلاله: هو الذي يكفي مَن التجأ إليه واعتمَد عليه، ووثق بقدرته وحكمته، يكفي عبادَه المؤمنين جميعَ ما يحتاجون رزقاً ومعاشاً وحفظاً ونصراً وعزّاً، ويدفع عنهم جميع ما يكرهون.
قال تعالى: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ﴾، وقال تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا آوى إلى فراشِه قال: "الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، وكفانا وآوانا، فكم ممَّن لا كافيَ له ولا مُؤوي".
نخلص من ذلك أن: "الوكيل" جل جلاله هو المدبِّر والكفيل، والكافي؛ مدبرٌ أمورهم، وكفيلٌ بحاجاتهم، وكافيهم.
حق "الوكيل" جل جلاله:
١- أن نتخذه وكيلاً:
قال تعالى: ﴿رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً﴾، ملك الملوك وربُّ الأرباب جل جلاله، يأمرك أن تتخذه وكيلاً، يأمرك ألا تُلجِئ ظهرَك إلا إليه، ولا تضع ثقتك إلا فيه، ولا تعلِّق آمالك إلا به.
ومع وضوح الأمر في قوله تعالى: ﴿فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا﴾، إلا أن الله تعالى - لإظهارِ الجدِّ - حذَّر مِن الضد، فقال: ﴿أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلاً﴾.
فإن قال قائل: وكيف نتَّخِذ الله وكيًلاً؟
1- أن يكون اللسانُ دائمًا لاهجًا بالركون إليه والتوكل عليه:
عن أمِّ سَلَمة أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج من بيته، قال: "بسم الله، توكلت على الله، اللهم إنا نعوذ بك أن نَزِلَّ أو نضل، أو نَظلم أو نُظلم، أو نَجهل أو يُجهل علينا".
وقال صلى الله عليه وسلم: "أكثِرْ مِن "لا حول ولا قوة إلا بالله"؛ فإنها كنزٌ مِن كنوز الجنة".
إذا كنت في كل حـال معي فعن حمل زادي أنا في غنى
فأنتـــم والــحق لا غيركـــم فيــا ليت شعري أنا من أنا
2- أن يتعلَّق قلبُك بربك، ويرضى قلبُك بربك: ويَثِق قلبك في ربك، ويركن قلبك إلى ربك، وهذا هو بيت القصيد، وحقيقة التوكل، وعُنوان الإيمان باسم الله الوكيل؛ فالتوكل: "صدقُ اعتمادِ القلب على الرب في استجلاب المنافع ودفع المضارِّ؛ من أمور الدنيا والآخرة، والاعتقاد أنه لا يعطي ولا يَمنَع، ولا يضر ولا ينفع سواه".
وإذا العناية لاحظتك جفونها نم فالمخاوف كلهن أمان
إن عقيدة التوكل يجب أن تنغرِسَ في الأذهان، وتنقدح في الأفئدة، فيكون المؤمن في كل أموره وجميع أحواله وشتى أفعاله، متوكلًا على ربه وخالقه، مستعينًا بمعبوده، واثقًا بإلهه، وعلى المرء بذلُ الأسباب، والباقي على منشئ السَّحاب.
أنت الوكيلُ ومَنْ عليه توكلي ... والباعثُ المحي المقدمُ والعلي
والبارئ القدوسُ جل جلالهُ ... ما خابَ من يدعوه عندَ تبتلِ